السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا المقال وحبيت انقله لكم
طالبا رأيك أخي القارئ بهذا الكلام
كيف ينمو الاقتصاد السعودي نمو جيد بينما سوق الأسهم يهبط إلى قيعان تاريخية؟ مشهد يبدو متناقضاً لكن وراءه تفسير اقتصادي واضح: وهو أن النمو الحالي وتسارع المشاريع يستنزف السيولة بدل أن يغذيهافي الاقتصادات المنتجة واللي سوق العمل فيها يعتمد على عمالة وطنية فالنمو يعني توسع الإنتاج والدخل وزيادة دوران الأموال محلياًلكن عندنا مضاعف الانفاق في الاقتصاد منخفض المشاريع الكبرى تعتمد بقوة على:استيراد مواد ومعدات وتقنيات من الخارجاستقدام عمالة أجنبيةوهذا يعني أن جزء كبير من الإنفاق يخرج للخارج بدل أن يعيد تدوير السيولة داخلياًبالتالي: النمو = خروج أموال وليس زيادة سيولةالنمو هنا وإن كان يتسبب بتسرب جزء كبير من الأموال للخارج إلا أنه يبني أصولًا ثابتة ويعزز الطاقة الإنتاجية للاقتصاد على المدى الطويللكن هذا الأثر بعيد لا يظهر اليوم بينما الضغط على السيولة حالي وفوريبالتالي: النمو = خروج أموال في المدى القصير مع تراكم أصول منتجة في المدى البعيدوبرزن شح السيولة ليس فقط لارتفاع الانفاق على المشاريع بل لها علاقة بانخفاض تدفق دولارات النفط بسبب انخفاض اسعار النفط دون توقف في تسارع المشاريعلو رجعنا لدورات النفط السابقة:2004–2014: النفط مرتفع > توسع إنفاق ومشاريع بسهولة بدون ضغط على السيولة 2015–2017: النفط منخفض > خفض الإنفاق لتفادي أزمة سيولةأما اليوم: أسعار النفط متراجعة نسبياً لكن الإنفاق الرأسمالي يتسارع (رؤية 2030 + مشاريع pif)ولأول مرة نشهد هذا التزامن: مشاريع عملاقة + تدفقات نفطية أقل = ضغط غير مسبوق على السيولةهنا تظهر مزاحمة السيولة:الحكومة عندما تتوسع في الإنفاق والاقتراض وكذلك شركات صندوق الاستثمارات والشركات الكبرى تسحب سيولة من السوق عبر الاقتراض البنكي وإصدار السندات والصكوكفينقص ما يتبقى للاستثمار في الأسهمولا ننسى دور الفائدةالفائدة عندنا صحيح أنها مرتبطة بالفيدرالي لكن شح السيولة جعل البنوك ترفع العوائد أكثر لجذب الودائعفأصبحت الفائدة:قناة تجذب السيولة بعيداً عن الأسهموترفع تكاليف التمويل على الشركات > فتضغط على ربحيتهافأثر الفائدة على الشركات المدرجة في السوق عامل ضغط مزدوج على السوق والشركاتفي السعودية اليوم:وديعة 3 أشهر تعطي أكثر من 5%بينما في الإمارات أو قطر أو الكويت أو البحرين بالكاد تصل الفائدة 4% سنوياًبالرغم أن عملاتها مرتبطة بالدولار مثلناالسبب؟ضغط السيولة في السعودية أشد من بقية الخليج لأن حجم المشاريع الحكومية والخاصة أكبر بكثير من التدفقات النفطية الحاليةوهكذا تتجه السيولة إلى:الودائع مرتفعة العائدالصكوك والسنداتبدلاً من الاستثمار في الأسهم فتضغط على أسعار الأسهم وهذه فرصة قد لا تتكرر لكننا لن ندركها إلا على المدى الطويلفالنفط لن يبقى منخفضاً وأثر المشاريع الإيجابي سيبدأ بالظهور على المدى الطويل وتسارع الإنفاق سينخفض مع اكتمال البنية الأساسيةومع زيادة المحتوى المحلي وجهود التوطين في سوق العمل سيرتفع مضاعف الإنفاق مستقبلاً ويصبح أثر كل ريال يصرف أعمق في الاقتصادالاقتصاد السعودي متين وقوي… وأعتقد أن سوق الأسهم السعودية جذابة جداً اليوم


رد مع اقتباس






مواقع النشر (المفضلة)