<p dir="RTL" ><span ><span >عند مطالعة الإحصائيات المتعلقة بسوق الأسهم وعدد الرابحين والخاسرين فيه، غالبا ما يصاب المتداولون بصدمة، الدراسات كافة ترصد أن غالبية المتعاملين في سوق الأسهم ينتهي بهم الأمر خاسرين.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >فالمستثمرون -أي من يحتفظون بالأسهم لفترات طويلة نسبيًا- تتراوح نسبة الخاسرين منهم بين 80-90%، أما المضاربون فتصل نسبة الخاسرين بينهم إلى 97-99%، ويبقى السؤال هل يمكن "للجميع" أن يربحوا في سوق الأسهم مع إحصائيات مثل تلك؟ أم أن الأمر كما يقول كثيرون بمثابة لعبة صفرية يخسر فيها أحد الطرفين البائع أو المشتري؟</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/8f014e09-b631-468a-9108-316e0fd7113c.png" ></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><strong>بين النظرية والواقع</strong></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >نظريًا، يمكن للجميع أن يربحوا محاسبيًا في سوق الأسهم، فيمكن لأحمد أن يشتري سهمًا قيمته 90 ريالًا ثم يبيعه إلى محمد بعد عام بـ120 ريالًا مثلًا، أي بربح 33%، ليحتفظ الأخير بالسهم لمدة عام آخر ويبيعه بـ160 ريالًا، أي أنه حقق 33% ربحًا أيضًا.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><strong ><a data-auth="Verified" data-linkindex="0" href="https://eur04.safelinks.protection.outlook.com/?url=https%3A%2F%2Fwww.argaam.com%2Far%2Farticle%2 Fargaamfavoritedata=05%7C02%7CWalid.Bouabid%40arga am.com%7Cf7d906b389e6499fcd4808dc32bf24e5%7Caabd51 e45209449f92007785987beded%7C0%7C0%7C6384410437419 95765%7CUnknown%7CTWFpbGZsb3d8eyJWIjoiMC4wLjAwMDAi LCJQIjoiV2luMzIiLCJBTiI6Ik1haWwiLCJXVCI6Mn0%3D%7C0 %7C%7C%7Csdata=36SYWMAjAdXOB7%2BKG9WNeZb275iMkLaZk gp3L5lpffk%3Dreserved=0" id="LPlnk456153" originalsrc="https://www.argaam.com/ar/article/argaamfavorite" rel="noopener noreferrer" shash="GFS8E63yuwdjXFvyy6saVWCq9B+Tq4GHSOLTHp3tZ9M a3zxX8faHObs+NFFFUkfmk/RmD+v1kYm7eWTcFnaWyeSbvelHPMCpbZJ5jykr4zh+Y8QTaGhj TjmZri9ZBe//UJ2p6Q+IBTzU0SFKkH85ykzx1csm8tqFV6xpHNOztYE=" target="_blank" title="URL d'origine: https://www.argaam.com/ar/article/argaamfavorite. Cliquez ou appuyez si vous faites confiance à ce lien."><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span ><span >للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام</span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></span></a></strong></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >ويبقى قرار "أحمد" بإعادة استثمار أمواله التي حصدها من عملية البيع هو المُحدد لما إذا كان رابحًا من الناحية الاقتصادية، فلو استثمر الأموال التي حصل عليها وحصد ربحًا بنسبة 10% فقط في العام فقد ربح محاسبيًا ولكن خسر اقتصاديًا، والعكس إذا حقق نسبة تفوق 33% فيكون ربح محاسبيًا واقتصاديًا.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><strong><span ><span >فما الذي يحول دون حدوث ذلك على أرض الواقع؟</span></span></strong></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >يُنبّه المحلل المالي البارز "ديفيد كوهين" في كتابه "الأسواق والهلع والطمع" إلى أن الغالبية العظمى من أزمات أسواق المال على مر العصور، في تقديره أكثر من 90%، كانت وليدة مخاوف أو أطماع لا تستند إلى منطق، ويوضح أن الارتفاعات والانخفاضات قد لا تكون نتيجة لحدث محسوس، بل مجرد اعتقاد ينتشر على نطاق واسع بأن الأسواق لن تشهد ارتفاعًا أو انخفاضًا، وهو اعتقاد خاطئ في الحالتين.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >كما أن العديد من العوامل تخرج عن سيطرة المتداولين، فعلى سبيل المثال يمكن استعراض التقلب الأخير في سعر سهم"آبل" كمثال للتشويش على قدرة المستثمر على اتخاذ قرار "متبصر"، فسهم الشركة انخفض بنسبة أكثر من 15% منذ بداية 2025 حتى بداية أسبوع التداول الثاني في مايو، وشهد تذبذباً كبيراً للغاية لأسباب تبدو منطقية.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/1709c83a-ad19-4d5c-af02-09b635b1b77e.png" ></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >فبين تأثير إنتاج الشركة لمنتجاتها في الصين مع الحروب التجارية، ثم تناقض التصريحات الأمريكية حول مدة واستمرار الرسوم الجمركية، ثم قرارات الشركة نفسها بنقل جزء كبير من عمليات التصنيع إلى الهند، والتشكك في نجاعة هذه الخطوة يبدو أن هناك العديد من الأمور "المصيرية" لمستقبل الشركة التي أصبحت فجأة على المحك.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >والملاحظ هنا أن الأمور المُعلقة ليست أمورًا هامشية متعلقة بأداء أفضل قليلًا أو مخيب للآمال نسبيًا في ربع مالي بينما تبقى أسس الشركة واضحة.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><strong>لتلافي اللعبة الصفرية</strong></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >ولعل هذا هو ما يبرر التصريحات اللافتة للغاية للمستثمر الشهير "وارين بافت" في مؤتمر "بيركشاير هاثاواي"، يوم السبت في الثالث من مايو، حيث قال: "في ظل هذه الظروف لا توجد أي فرص واضحة في السوق، وأعتقد أننا سنكون ممتنين في المستقبل لأننا نمتلك 364 مليار دولار يمكننا استخدامها بحرية بعد استقرار الأوضاع".</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >وما يجب الانتباه له، أنه بينما تخارج "بافت" من "آبل" رابحًا -وبشدة- من سهم "آبل" الذي بدأ في شرائه من <span dir="LTR">2016</span>، بما جعله يتلافي تقلبات السهم الأخيرة وانحداره، فإن "بافت" استمر مثلًا في شراء سهم مثل "كوكاكولا" والذي ارتفع بنسبة 15.8% منذ بداية 2025 حتى الثاني من مايو، كما تقوم الشركة بتوزيع أرباح سنوية تقل قليلًا عن 3% بما يعكس أنه لم ينسحب من السوق بشكل كامل.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >وأول شرط كي لا يصبح السوق "لعبة صفرية" باستمرار أن يتجنب المتداولون المضاربة أولا، والتي تأكد في التقلبات الأخيرة أنها تبديد للثروات تمامًا دون "معلومة حصرية"، سواء باتجاه شركة أو حتى بسياسات دولة، فمن كان يعلم مثلًا بالنسب التي فرضتها الولايات المتحدة في الرسوم الجمركية ومن كان يتوقع استمرار التصعيد مع الصين ثم التهدئة والتصعيد مع غيرها وهكذا.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><strong>الاستثمار في المساحة الآمنة</strong></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >وهنا يجب التفرقة بوضوح بين أسهم توزيع الأرباح وأسهم النمو، فالأولى تضم ما يعرف في السوق الأمريكية بالشركات الأرستقراطية وهي التي اعتادت توزيع الأرباح لفترات طويلة، أو لمدة 25 عامًا أو أكثر، وغالبًا بشكل متصاعد، مثل "إكسون موبيل" على سبيل المثال، حيث حققت شركة الطاقة الأمريكية عائد أرباح يتراوح بين<strong><span dir="LTR">3-5%</span></strong> في السنوات الخمس الأخيرة.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/d4d9ea94-1b08-4344-bd54-48d4edbb8f37.png" ></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >وهناك أيضا من يعرفون بـ"ملوك الأرباح" مثل شركة "جونسون آند جونسون" التي حققت أرباحا ووزعت أرباحا لمدة تفوق 50 عامًا، وآخرها تحقيق شركة المنظفات والمستحضرات الكيميائية الأمريكية 2.4% نمواً في الأرباح كنسبة إلى القيمة السوقية خلال عام 2024 قامت بتوزيع أغلبها على المستثمرين نظرًا لاستقرار استثمارات الشركة.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >ولكن في الحالتين لا يبدو نمو الشركات مبهرًا، فجونسون آند جونسون ارتفع سهمها بنسبة 5% فقط بين مايو 2020 ومايو 2025 على سبيل المثال، لذلك يبدو التركيز بصورة أكبر على توزيع الأرباح منه النمو.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >ويوفر الاستثمار في هذه الشركات استقرارًا كبيرًا لكنه بطبيعة الحالة كما وضحنا لا يعطي فرص النمو، أي أنه استثمار فيما يعرف بالمساحة الآمنة.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><strong>المساحة "المغامرة"</strong></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >الشاهد أن الممارسة العملية توضح أن كثيرا من المتداولين يميلون إلى الاستثمار في شركات النمو، حيث تمنح فرصًا أعلى للنمو، لكنها أيضًا تشهد مخاطر أشد، لأنها تقوم على تحليل الاتجاهات المستقبلية للإنتاج والاستهلاك، وهو أمر ممكن بالطبع، ولكنه أيضًا يخضع لكثير من المتغيرات المفاجئة والأهم التي لا تخضع لتحكم المستثمر.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >وهنا يظهر "الصدام" الحقيقي في الأسواق بين من يحسنون توقع مستقبل اتجاهات السوق لفترات طويلة وبين من لا يحسنون ذلك، فبعد وصول الأسهم لدرجة من "النضج" بسبب وضوح تأثير التكنولوجيا أو اتساع المنافسة أو غير ذلك، يقل معدل النمو سريعًا، وربما ينقلب لتراجع سعري أيضا.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >وهنا تنطبق المقولة السائدة حول تحول سوق الأسهم إلى ساحة لتبادل الأموال بين يملكون الخبرة ومن لا يملكونها، حيث يشتري "الخبراء" الأسهم في قيعان بسبب توقعهم "الصحيح" لارتفاعها ويحتفظون بها لفترات طويلة قبل بيعها في القمم، بسبب توقعهم "الصحيح أيضًا" للانخفاض، وفي حالتي الشراء والبيع يكون هناك طرف آخر خاسر، سواء بعدم الاحتفاظ بسهم سيصعد سعريًا، أو في حالة شراء سهم سينخفض سعريًا.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >ويُظهر استطلاع للرأي أن نسبة كبيرة من صغار المستثمرين، تصل إلى 94%، تواجه صعوبة في تمييز المعلومات الجوهرية من التفاصيل الثانوية غير المؤثرة. وفي خضم وفرة الأسهم، التي تُقدر بالمئات، وتعدد المؤشرات، التي تصل إلى العشرات، وتشابك المتغيرات التي تتجاوز عشرات الآلاف، يجد هؤلاء المستثمرون أن الاعتماد على الآراء الشائعة أو "ما يسمعونه" أسهل وأقل استهلاكًا للوقت والجهد من إجراء تحليل شامل.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/2249528d-1b34-493d-a252-31178e85dce6.png" ></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >وفي سياق متصل، يكشف 40% من المستثمرين في السوق الأمريكي أنهم يعتمدون في قراراتهم الاستثمارية على "اتجاه السوق" السائد مؤخرًا، بدلًا من إجراء تقييم مستفيض لجميع متغيرات السوق. بل إن بعضهم يعترف صراحةً بأنهم يتعاملون مع السوق بمنطق "تجرِبة الحظ".</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >وفي هذه الحالة فالمؤكد أن هؤلاء المستثمرين سيخسرون، لكن وفي المقابل، ومع التنويع الجيد فإن الخسارة ستعوضها مكاسب في أسهم أخرى، مع إمكانية الخروج من بعض القطاعات في السوق بشكل كامل مع انخفاضه.</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span >لذا فمن المؤكد أنه لا يمكن لأي مستثمر -مهما بلغت مهاراته ومعارفه- تلافي الخسارة في محفظته الاستثمارية بالكامل، بل سيخسر في بعض أسمهما، ولكن مع التنوع المدروس، وتقديم الاختيارات الآمنة على غيرها، فإنه يمكن للمتداولين ذوي الخبرة الخروج من السوق رابحين عبر الاهتمام بالتراكم على حساب الربح السريع، فكما يقال في السوق :"التراكم يصنع المعجزات".</span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><strong>المصادر: أرقام- كتاب " </strong><strong><span dir="LTR">Fear, Greed Panic: The Psychology of the Stock Market</span></strong><strong>"- وول ستريت جورنال- فورتشن- ذا أتلانتيك- </strong></span></span></span></p>


المصدر...