يُعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً وخطورة، ويؤثر على ملايين الناس حول العالم سنوياً. ينشأ هذا المرض عندما تبدأ خلايا الرئة بالنمو والانقسام بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تشكل ورم قد يكون محلياً أو قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
السبب الرئيسي لسرطان الرئة هو التدخين، حيث يمثل نحو 80% إلى 90% من حالات الإصابة به نتيجة تعاطي السجائر أو التعرض الطويل للدخان السلبي. لكن هناك عوامل أخرى تساهم في ظهور المرض مثل التعرض للأسبستوس، والنيكل، والزرنيخ، والتلوث الهوائي، إضافة إلى العوامل الوراثية التي تزيد من احتمالية الإصابة لدى بعض الأشخاص.
من الصعب اكتشاف سرطان الرئة في مراحله المبكرة لأن أعراضه غالبًا تكون خفيفة وغير مميزة. ومع تطور المرض، تظهر أعراض مثل السعال المستمر، وآلام الصدر، وضيق التنفس، والتعب الشديد، وفقدان الوزن غير المبرر. ومن هنا تأتي أهمية الفحص الدوري باستخدام الأشعة المقطعية منخفضة الجرعة لدى الفئات المعرضة للخطر.
يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات الطبية المتقدمة، بما في ذلك الخزعة، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، وتحليلات الدم. هذه الفحوصات تساعد الأطباء في تحديد طبيعة الورم (إن كان حميدًا أو خبيثًا) وتحديد خطوات العلاج المناسبة.
أما من ناحية العلاج، فهو يختلف باختلاف حالة المريض ونوع السرطان وانتشاره. تتضمن الخيارات العلاجية الجراحة لإزالة الورم، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج المناعي، بالإضافة إلى العلاجاتية الحديثة التي تستهدف جزيئات معينة داخل الخلايا السرطانية.
ومن الأمور الحاسمة في تحديد نوع العلاج هي مراحل سرطان الرئه ، والتي تُصنف عادةً إلى أربع مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى: يكون الورم محصورًا في الرئة ولا يوجد انتشار إلى الغدد الليمفاوية.
المرحلة الثانية: يبدأ الورم بالتأثير على الأنسجة المجاورة أو الغدد القريبة.
المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان إلى الغدد الليمفاوية والأماكن القريبة من الرئة.
المرحلة الرابعة: ينتقل السرطان إلى أعضاء بعيدة مثل الكبد أو الدماغ أو العظام.
فهم مراحل سرطان الرئه يلعب دورًا حاسمًا في تحديد البروتوكول العلاجي الأنسب لكل مريض، كما يساعد في توقع النتائج وتقييم فرص التعافي. ولذلك، فإن التشخيص المبكر والتدخل السريع هما المفتاح الحقيقي لتحسين معدلات الشفاء وزيادة فرص الحياة.
مواقع النشر (المفضلة)