نقص اليود و قصور الغدة الدرقية




تحتل الغدة الدرقية أهمية بالغة للنمو عند الأطفال من الناحيتين الجسدية و الدماغية , بالإضافة إلى مسؤوليتها عن حرق الطاقة فإذا أصيب الطفل في سنواته الأولى بقصور الغدة الدرقية سيصبح معوقا ً دماغيا ً حتى في حال عدم وجود عوامل و أسباب أخرى لهذه الحالة , كما يؤثر قصور الغدة الدرقية على النمو الجسدي فيكبر حجم الرأس لدى الطفل و يكبر حجم أطرافه العلوية و السفلية مع صغر حجم باقي الجسم مع تأخر شديد في نمو القلب , و في هذه الحالة يموت الطفل في سن مبكرة
أما عند البالغين فوق 18 سنة تصبح وظيفة الغدة الدرقية تنظيم حرق الطاقة في الجسم و المساهمة في توازن الهرمونات , فعندما يحدث قصور في الغدة الدرقية تتأثر بذلك كافة الغدد الصم في الجسم كالغدد الجنسية و كذلك تتأثر البنكرياس
من الأعراض السريرية لقصور الغدة الدرقية : التعب العام و عدم القدرة على بذل جهد , مشاكل في القلب , بحة في الصوت , تساقط الشعر , تقصف الأظافر , إمساك , اكتئاب , تباعد الدورات الشهرية عند المرأة , تراجع الخصوبة و ضعف جنسي , ضعف التركيز و النسيان , الأرق , جفاف البشرة , ازدياد الوزن رغم قلة تناول الطعام , و في حال استمر قصور الغدة الدرقية دون علاج يمكن أن يرتفع الكولسترول و الشحوم الثلاثية و أحيانا ً سكر الدم
و يلعب اليود دورا ً أساسيا ً في عمل الغدة الدرقية إذ تقوم الغدة بتشكيل هرموناتها بالجمع بين اليود و الحمض الأميني تايروزين L-Tyrosine و هذه الهرمونات هي ثلاثة أنواع : تريإيودوثيرونين triiodothyronine (T3)، تيتراإيودوثيرونين(T4) tetraiodothyronine , و ديوإيودوثيرونين diiodothyronine (T2)
و هناك أسباب عديدة تساهم في نقص اليود فتسبب قصور الغدة الدرقية السريري Hypothyroidism منها :
- النظام الغذائي الفقير بالسمك و المأكولات البحرية
- النظام الغذائي النباتي
- استعمال اليود المشع لغايات طبية أو علاج الغدة الدرقية باليود المشع Radioactive iodine treatment , فهو ينافس اليود الطبيعي على الارتباط بالمستقبلات الخاصة به , ففي بعض حالات فرط نشاط الغدة الدرقية يتم استعمال اليود المشع من 6- 18 أسبوع لتدمير بعض نسج الغدة الدرقية في هذه الحالة قد يصبح لدى المريض على العكس كسل في الغدة الدرقية لذلك قد يترتب عليه أن يأخذ هرمون الغدة الدرقية البديل على الدوام على شكل أقراص , كما أن التعرض لكميات عالية من الليثيوم أو اليوديد يسبب تراجع إفراز هرمونات الغدة الدرقية ثم تضخمها
- استعمال أدوية معينة : مثل الأدوية النفسية psychiatric و أدوية علاج بعض المشاكل القلبية مثل أميودارون amiodarone (Cordarone) لعلاج اضطراب نظم القلب و أدوية السرطان , و الأنترفيرون ألفا interferon alpha ( مضاد للفيروسات ) و إنترلوكن interleukin-2
- جراحة الغدة الدرقية : التي تجرى لاستئصال جزء من الغدة , لكن يمكن أن يتمكن الجزء الباقي من الغدة من إنتاج هرمونات كافية للجسم
- العلاج الشعاعي في منطقة ****ق يسبب أيضا ً قصور الغدة الدرقية , مثلا ً لعلاج أورام خبيثة كالورم اللمفاوي lymphoma .. مما يلحق الضرر بخلايا الغدة الدرقية فيمنعها من إنتاج الهرمونات كما يجب
- باعتبار اليود عنصر من الهالوجينات فإن امتصاص الجسم للهالوجينات الأخرى مثل البروم و الفلور و الكلور أو التعرض لها يجعلها تحتل مستقبلات اليود في الجسم و تتنافس معه على الارتباط بتلك المستقبلات فيحدث نقص في اليود يؤثر على تشكيل هرمونات الغدة الدرقية
بالنسبة للفلور مصادره معروفة في معاجين الأسنان و الشاي .. و هو يشوش الغدد الضم بأكملها
و الكلور موجود في مياه الصنبور المعالجة عن طريق الكلورة بهدف التعقيم و يضاف إلى الحبوب المخزنة في الصوامع لتعقيمها كما يوجد في بعض المنظفات كمساحيق الغسيل و مواد تنظيف الحمامات و غيرها
أما البروم فهو يهدد عمل الغدد الصم بأكملها و يُستعمل كمضاف غذائي يوجد في بعض أنواع الدقيق و المشروبات الغازية و مشروبات الطاقة و معاجين الأسنان و الغسولات الفموية و المبيدات و بعض الأدوية و البلاستيك ( مثل قطع الكمبيوتر و العبوات البلاستيكية الغذائية ) و الأقمشة المضادة للاحتراق و الموكيت و الزيوت النباتية المصنعة ( هناك أسباب كثيرة لتجنب هذه الزيوت ) , و رغم منع منظمة الصحة العالمية للبروم فإنه موجود في بعض الأدوية غير المراقبة و الأطعمة مثل بعض أنواع الدقيق و مستحضرات ****اية الشخصية : انتبهي إلى مستحضرات ****اية الشخصية مثل الكريمات و اللوشن فمنها ما يحتوي على البروم , و تذكري أن كل ما تضعينه على جلدك يمتصه الجلد و يصل إلى الدورة الدموية . و إذا كان لا بد من تناول الحبوب , تناولوا الحبوب الكاملة , أو اختاروا أنواع الطحين الخالية من البروم (bromine-free ) . لتجنب البروم أيضا ً ابتعدوا عن الأواني البلاستيكية لإعداد الطعام و الشراب و تخزينهما , بما فيها البلاستيك المصنف صحيا ً لحفظ المواد الغذائية


مشكلة استبدال اليود بالبروم :
في عام 1960 و قبله كان الفرد في أمريكا يأخذ اليود عن طريق الصناعات الغذائية بمعدل 1 ميلليغرام يوميا ً و هذا يعادل حوالي 75 % من حاجته , إذ كان اليود يُضاف إلى الخبز و غيره , لكن منذ ذلك الوقت تم استبدال اليود بالبروم و هذا الأخير يقيد فعالية الغدة الدرقية و يتسبب بالأذية على عدة مستويات مثل تشويش التفكير و التهيج و النعاس و الدوخة , كما أن التحول من اليود إلى البروم تسبب بنقص اليود عند الكثيرين
كذلك في معظم دول العالم بعد شيوع استخدام البروم في المصادر المذكورة أعلاه زادت معدلات قصور الغدة الدرقية السريري الوصفي المرتبط بنقص اليود
للحصول على اليود بالنسبة المطلوبة ينصح بتناول السمك البحري 3-4 مرات في الأسبوع , و تناول الملح البحري , بينما الملح المضاف إليه اليود لا يشكل مصدرا ً جيدا ً لليود .. أما الطحالب البحرية فتحتوي على أعلى نسبة من اليود , خصوصا ً عشبة البحر Kelp لكن لا ينصح بتناولها لمن يأخذ علاجا ًتصليح شاور بوكس للغدة الدرقية لارتفاع تركيز اليود فيها , فتصبح الحالة كأن المريض يأخذ جرعة فائضة من الدواء , فكثرة اليود على العكس تؤذي الغدة الدرقية بدلا ً من تحسين عملها