.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



في احدى السنوات ، عندما استشهدتُ بموقف المشركين من آية سورة النمل ( وترى الجبال تحسبها جامدة ... ) واستنبطتُ منه خطأ من جزم بأن المقصود بها دوران الأرض . اعترض بعضهم فقال : أنت تستشهد بالكفار ؟!!!

وأنا في الحقيقة لم آت ببدع من الفعل، فهذه طريقة علماء المسلمين وأهل السنة والجماعة ، فقد استنبطوا من مواقف الكفرة والمشركين ما يقوي به حجتهم ، فسأذكر بعض الأمثلة على هذا، وسأذكر للفائدة أيضًا كيف استنبطوا في أحد أمور العقيدة الإجماع من اختلاف المسلمين !



1- في حادثة الإسراء، اختلف المسلمون هل كان يقظة بالروح والجسد أم أنه كان منامًا ؟!

فاستنبط أهل القول الصحيح في المسألة من موقف المشركين ما يقوي قولهم، فقالوا : لو كان منامًا لما أنكره المشركون ! فيقول ابن جرير الطبري رحمه الله :

ولا معنى لقول من قال: أسرى بروحه دون جسده، لأن ذلك لو كان كذلك لم يكن في ذلك ما يوجب أن يكون ذلك دليلا على نبوّته، ولا حجة له على رسالته، ولا كان الذين أنكروا حقيقة ذلك من أهل الشرك، وكانوا يدفعون به عن صدقه فيه، إذ لم يكن منكرا عندهم، ولا عند أحد من ذوي الفطرة الصحيحة من بني آدم أن يرى الرائي منهم في المنام ما على مسيرة سنة، فكيف ما هو على مسيرة شهر أو أقل؟ .



انتهى المقصود من النقل ، وهو محل الشاهد !




لنا لقاء بمشيئة الله

<




.