وقصَّة مكتشف قانون الطفوماثلة أمام أعيننا ولا تغادر بالنا
فلقد "طلب ملك سيراكوس من (أرخميدس) أو (أرشميدس) بعد أن شكَّ في أن الصائغ الذي صنع له التاج قد غشه، حيث أدخل في التاج نحاس بدلاً من الذهب الخالص
وطلب من أرشميدس أن يبحث له في هذا الموضوع بدون إتلاف التاج، وعندما كان يغتسل في حمام عام، ( وكان نادراً ما يغتسل ) لاحظ أن منسوب الماء ارتفع عندما انغمس في الماء،
وقد قيل إنه خرج بثياب الحمام في الشارع يجري ويصيح (أوريكا، أوريكا) أي وجدتها وجدتها،
لأنه تحقق من أن هذا الاكتشاف سيحل معضلة التاج،
وقد تحقق أرشميدس من أن جسده أصبح أخف (وز*نآ) عندما نزل في الماء، وأن الانخفاض في وزنه يساوي وزن الماء المزاح الذي أزاحه،
وتحقق أيضا من أن حجم الماء المزاح يساوي حجم الجسم المغمور.
وعندئذ تيقن من إمكانية أن يعرف مكونات التاج دون أن يتلفه؛ وذلك بغمره في الماء، فحجم الماء المزاح بغمر التاج فيه لا بد أن يساوي نفس حجم الماء المزاح بغمر وزن ذهب خالص مساو ٍ لوزن التاج.
وكانت النتيجة : أن الصائغ فقد رأسه بهذه النظرية.
والشاهد هنا: أنَّ أرخميدس وأثناء اكتشافه لقانون الطفو، خرج من الحمَّام عرياناً وقد ذهل عن نفسه بأنَّه مستشار الملك، وأنَّ الناس تنظر إليه نظرة الاحترام والتقدير لإبداعاته،
ولكنَّه مع هذا غفل عن ذلك كلِّه وخرج عرياناً من الحمَّام، والناس تنظر إليه"!
ولا يغادر بالنا ما ذكره المترجمون لسيرة (كانت)الفيلسوف الألماني الأشهر أنه " كان لجاره ديك قد وضعه على السطح قبالة مكتبه، فكلما عَمَدَ إلى شغله صاح الديك، فأزعَجه عن عمله، وقطع عليه فكره.
فلما ضاق به بعث خادمه ليشتريه، ويذبحه، ويطعمه من لحمه، ودعا إلى ذلك صديقاً له، وقعدا ينتظران الغداء، وأخذ يحدِّثه عن هذا الديك، وما كان يلقى منه من إزعاج، وما وجده بعده من لذة وراحة،
ففكَّر في أمان، واشتغل في هدوء، فلم يقلقه صوته، ولم يزعجه صياحه.
ودخل الخادم بالطعام معتذراً أن الجار أبى أن يبيع ديكه، فاشترى غيره من السوق، فانتبه (كانت) فإذا الديك لا يزال يصيح" !
صيد الفوائد / يتبـــــــــــــــــــع