فررْتُ إليكَ من همّي وضِيقي
ففرّجْ كُرْبتي ، وأنِرْ طريقي
وخُذْ بِيَدِي - إلهي - كلّ حيـنٍ
وإلّا تِهْتُ في وادٍ سحيقِ
وكنْ لي جُنّةً من كلِّ شرٍّ
وفي الأُخرىٰ النّجاة مِنَ الحَريقِ
عرض للطباعة
فررْتُ إليكَ من همّي وضِيقي
ففرّجْ كُرْبتي ، وأنِرْ طريقي
وخُذْ بِيَدِي - إلهي - كلّ حيـنٍ
وإلّا تِهْتُ في وادٍ سحيقِ
وكنْ لي جُنّةً من كلِّ شرٍّ
وفي الأُخرىٰ النّجاة مِنَ الحَريقِ
إنّ القراءةَ للنفوس حياتُها
كالجدبِ يُخْصبُ من فُرَاتِ الماءِ
فاقرأْ كتابكَ إنْ أردتَ مكانةً
فالمجدُ يحني الرأسَ للقُراءِ
اعرابي تزوج من امرأة وكان يظنها شابة جملية فدسّوا له أهلها عجوزاً قبيحة فقال في هجاء العجوز :
عجوزٌ ترجّى أن تكون فتيةً
وقد نحل الوركان واحدودب الظهر
وتذهبُ للعطارِ ترجو شبابها
وهل يُصلح العطار ما أفسد الدهر!
وقال فيها أيضاً :
لها جسمُ برغوثٍ وساقا بعوضةٍ
ووجهٌ كوجه القرد بل هي أقبحُ
إذا عاينَ الشيطان صورة وجهها
تعوَّذ منها حين يُمسي ويُصبح
إن لجرير في كل باب من الشعر أبياتًا سائرةً هي الغاية التي يُضرب بها المثل فيُقال أن أغزل شعر قالتهُ العرب هو قوله :
إنّ العُيُونَ التي في طرفها حَوَرٌ
قتلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانا.
وإن أمدح بيت قوله :
ألستم خيرَ منْ ركب المطايا ،
و أندى العالمين بطون راحِ ؟
وإن أفخر بيت قوله :
إذا غضبت عليك بنو تميمً ،
حسبتَ الناسَ كلهمُ غضابا .
وإن أهجى بيت قوله :
فغُضّ الطرفَ إنَّك من نميرٍ ،
فلا كعباً بلغت ولا كلابا
وإن أصدق بيت قوله :
إني لأرجو منك خيرًا عاجلًا ،
والنفسُ مولعةٌ بحبِّ العاجلِ
” على هذا اتفق علماء الأدب ، وأئمة نقد الشعر، على إنه لم يوجد في الشعراء الذين نشؤوا في ملك الإسلام أبلغُ من جرير “
::طال البعاد ولوع القلب فرقاك
ومن غيبتك صاب المولع مضـره
أسهر طوال الليل وأعيد ذكراك
وأرجع الماضي وبالقلب حــــره
يذكر زمان فات بالخير ويـــاك
الله يعيده لو بالأيــام مـــره
لها وجها تحاسده المِلاحُ
تذوبُ به القلوب و تستباحُ
إذا جنَّ المساءُ يصير بدراً
وشمساً كلما حلَّ الصباحُ .
ومن أقصى المدينة قد أتيتُ ..
وبالبشرى لشاريها.. سعيتُ
تبعت الحلم حتى ضل قلبي ..
وكم قلباً.. بإحساسي هَدَيتُ
وفي صدري سراجٌ من ضياءٍ ..
ويجري في مدى الشريان زيتُ
وأملأ ساحة الدنيا وروداً ...
وأنزع شوك قلبي ما اشتكيتُ
وأحمل دمعهم في كف عيني ..
وإن طابت مواجعهم شُفِيتُ
ولم تدمع من الآلام عيني ...
ومن خوفي على غيري بكيتُ
وألبسهم رداءً من سروري ..
وفي كفنٍ على كتفي اكتفيتُ
وأُسْقِيهم على ظمأي بكأسي..
كأني قد سُقيتُ إذا سَقَيتُ
رأيت جمالها في كل شيء ..
فكم حسناً سَمِعتُ.. وكم رأيتُ
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه
وللرجال على الأفعال أسماءُ
ففز بعلم ولا تطلُب به بدلًا
فالناسُ موتى وأهل العِلم أحياءُ
تُراهُ يدري بأنَّ القلبَ مَسكنهُ
ولستُ أُبصرُ بالعينينِ إلّاهُ !
القلبُ يسألُ عيني حينَ أذكرهُ
يا عينُ قولي متى باللهِ نلقاهُ؟
كتب الإله على المآذن ذكرهُ
فأثار حبا في القلوب عظيما
أمر الإله المؤمنينَ بقولهِ:
﴿صلوا عليه وسلموا تسليما﴾.
اللهم صل و سلم على نبينا محمد
وكل باب وإن طالت مغالقه
يومًا له من جميل الصبرِ مفتاحُ
كم من كروب ظننا لا انفراج لها
حتى رأينا جليل الهم ينزاحُ
فاصبر لربك لا تيأس فرحمته
للخلق ظل وللأيام إصباح
لا تحزن على خل تفارقه
اذا لم يكن طبع الوفاء فيه
فمنهم كتاج الرأس تلبسهُ
ومنهم كقديم النعل ترميه
دبِّر العيش بالقليل ليبقى
فبقاء القليل بالتدبيرِ
لا تبذرْ وإن ملكتَ كثيرًا
فزوالُ الكثير بالتبذيرِ
هِيَ البدرُ إن جنَّ ليلُ الهوى
وشَمسُ الصَبابَةِ وقتَ الغُروب
ولا عيبَ فيها سِوى أنّها
تظُنُ الوِصالَ أشدَّ العُيوب
إني أريدُك كيفما كنت معي
حربا وسِلما .. جنتي نيراني
فأريد أن انسى زماني كله
لتكون لي يافرحة أزماني
وتكون لي دنيًا وعمرا دائما
فاليوم فيك تورّدت أغصاني
سافرتُ في عينيك يوما واحدا
فوددتُ لو أبقى لدهر ثاني
.
حكى الأصمعي : ضلّت إبلي فخرجت في طلبها في يومِ بردٍ قارسٍ. فالتجأتُ إلى حيٍّ وإذا بجماعةٍ يصلون، وبقربهم شيخ ملتفٍّ بكساء، يقول وهو يرتعد من البرد:
أيـا ربُّ إنّ البردَ أصبحَ كالحًا
وأنتَ بحالي يا إلـهي أعلـمُ
فإنْ كنت يومًا في جهنّمَ مُدخِلي
ففي مثلِ هذا اليومِ طابتْ جهنّمُ
ولرُب حاجات تعسَّر نيلها
والخير كل الخير في تعسيرها
كن واثقا بالله فيما قد قضى
واترك أمورا قد دعاك لغيرها
واجعل حياتك كلها بيد الذي
لولاه لن تقوى على تدبيرها
واترك هواك لأمر ربك واحتسب
لاتلتفت للنفس عند زئيرها
من يتق الرحمن يلق سعادة
يعيا لسان الخلق عن تفسيرها
.
وفرزُ النّفوس كفرزِ الصّخور ..
ففيها النّفيس وفيها الحجر
وبعضُ الأنام كبعض الشّجر ..
جميلُ القوامِ شحيحُ الثّمر
وبعضُ الوعودِ كبعض الغُيُوم ..
قويّ الرعودِ شحيحُ المطر
أبيات لـ ابي العتاهية
ولا حزنٌ يدوم ولا سرورٌ
ولا بؤسٌ عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ٍ
فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن العجائب أنّني والسّهم لي
من ناظريك، وفي فؤادي أسهمُ!
داريتُ أهلك في هواك وهم عدى
ولأجل عينٍ، ألفُ عين تكرمُ!
"الشاب الظريف"
مرت جارية حسناء على دعبل الخزاعي وكان شعرها أسود ولبسها أسود فأنشد :
.
فثوبك مثل شعرك مثل حظي
سوادٌ في سوادٍ في سوادِ
.
أدْرَكْتُ في عَينيكِ ما لا يُوصفُ
أملٌ يسوقُ اليائِسينَ إلى الحياة
اختيار رائع
سلمت الانامل
أدعوك ربي كما أمرت تضرعا
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم؟
ما لي إليك وسيلة إلا الرجاء
وجميل عفوك ثم إني مسلم
بشار بن برد
قُلْ لي – ولو كذباً – كلاماً ناعماً
قد كادً يقتُلُني بك التمثالُ
مازلتِ في فن المحبة .. طفلةً
بيني وبينك أبحر وجبالُ
لم تستطيعي ، بَعْدُ ، أن تَتَفهَّمي
أن الرجال جميعهم أطفالُ
إنِّي لأرفضُ أن أكونَ مهرجاً
قزماً .. على كلماته يحتالُ
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ
كَلِماتُنا في الحُبِّ .. تقتلُ حُبَّنَا
إن الحروف تموت حين تقال..
قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها
غيبوبةُ .. وخُرافةٌ .. وخَيَالُ
الحب ليس روايةً شرقيةً
بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ
لكنه الإبحار دون سفينةٍ
وشعورنا ان الوصول محال
هُوَ أن تَظَلَّ على الأصابع رِعْشَةٌ
وعلى الشفاهْ المطبقات سُؤالُ
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغلالُ..
هُوَ هذه الأزماتُ تسحقُنا معاً ..
فنموت نحن .. وتزهر الآمال
هُوَ أن نَثُورَ لأيِّ شيءٍ تافهٍ
هو يأسنا .. هو شكنا القتالُ
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونُقَبِّلُ الكَفَّ التي تَغْتالُ
*
لا تجرحي التمثال في إحساسهِ
فلكم بكى في صمته .. تمثالُ
قد يُطْلِعُ الحَجَرُ الصغيرُ براعماً
وتسيل منه جداولٌ وظلالُ
حسبي وحسبك .. أن تظلي دائماً
سِراً يُمزِّقني .. وليسَ يُقالُ ..
نزار قباني:1030::1030:
دَع مَن يُقارِضُ أَقداحاً بِأَقداحِ ** لَيسَ المُروءَةُ سَقيَ الراحِ بِالراحِ
عَهدي بِقَومٍ إِذا ما حَلَّ زائِرُهُم ** تَبادَروا لِقِرى الضيفانِ سُمّـــ،ــاحِ
عاشوا بِأَسيافِهِم فَتكاً بِلا مِنَنٍ ** مِنَ الأَراذِلِ أَو ماتــــــوا بِأَرمــــاحِ
"أبونواس"
وَاِحفَظ لِسانَكَ أَن تَقولَ فَتَبتَلى ❁❁❁
إِن البَلاءَ موكل بِالمَنطِق
لا تَنطُقَن بِمَقالَة في مَجلِس ❁❁❁
تَخشى عَواقِبُها وَكُن ذا مصدق
"ضالح عبدالقدوس"
قيل أن أول شعر قاله #المتنبي :
بأبي من وددته فافترقنا
وقضى الله بعد ذاك اجتماعا
وافترقنا حولاً فلما التقينا
كان تسليمه عليَّ وَداعا
وُلد الهوى في قلبِ ذاك المنزلِ
ما الحب الا للقديمِ الاجملِ
لو عادت الدنيا لسابق عهدنا
لأخترته من بين الفٍ مُقبلِ
ذاك الهوى ما مات يوما اذ مضى
سكن الفؤاد وشوقه لم يرحلِ
إذا كان أمرُ الله أمراً يُقَدّر ** فكيفَ يفرُّ المرءُ منْه ويحذَرُ
ومن ذا يردُّ الموتَ أو يدفعُ القضا **
وضرْبتُهُ محْتُومة ٌ ليس تعثرُ
"عنترة"
والنَّفْسُ فيكَ ثِبَارَ الحُبِّ طالبةٌ *** إِنْ كانتِ العَيْنُ تَجْنِي منكَ أَنْوَارَا
أُخْفِي هَواكَ وَأَكْنِي عنه تَوْرِيَةً *** وهل يُلاَمُ عَمِيْدُ القَلْبِ إِنْ وَارَى
يا مُشْبِهَ المَلِكِ الجَعْدِيِّ تَسْمِيَةً *** ومُخْجِلَ القمرِ البَدْرِيِ أَنْوَارَا
"ابن حداد الأندلسي"
رَدَدتُ إِلى مَليكِ الحَقِّ أَمري فَلَم أَسأَل مَتى يَقَعُ الكُسوفُ
فَكَم سَلِمَ الجَهولُ مِنَ المَنايا وَعوجِلَ بِالحِمامِ الفَيلَسوفُ
"شيخ المعرة"
وَالمَرءُ يُذكَرُ بِالجَمائِلِ بَعدَهُ فَاِرفَع لِذِكرِكَ بِالجَميلِ بِناءَ
وَاِعلَم بِأَنَّكَ سَوفَ تُذكَرُ مَرَّةً فَيُقالُ أَحسَنَ أَو يُقالُ أَساءَ
"أحمد شوقي"
سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً *** وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تَبِع لَــــــهُ *** بَتاتاً وَلَم تَضرِب لَهُ وَقتَ مَوعِدِ
تَمَتَّع مِنَ الدُنيا فَإِنَّكَ فـــــــــــــــاني مِنَ النَشَواتِ وَالنِساءِ الحِــــــــــــسانِ
مِنَ البيضِ كَـالآرامِ وَالأُدمِ كَالدُمى حَــــــــــــواصِنُها وَالمُبرِقاتِ الرَواني
"امرؤ القيس"