-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبورياض
بعض الأدعية المستحبة التي يمكن أن يتلفت المسلمون إليها قبل الإفطار في رمضان
. دعاء الإفطار:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله” عند فجر رمضان، وهذا دعاء مستحب لقراءته عند الإفطار.
2. دعاء استجابة الصائم:
“ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ”، وهو دعاء مشروع يدعو الله لقبول الصيام وثبات الأجر.
3. دعاء الإفطار بالتمر:
اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم.
4. دعاء الاستغفار:
رب اغفر لي، وتب عليّ، إنك أنت التواب الرحيم.
5. دعاء التوبة والرجوع إلى الله:
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه.
6. دعاء ختم الصوم:
اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده.
7. دعاء الرزق والبركة:
اللهم ارزقنا في رمضان رزقاً حلالاً طيباً وارزقنا بركة في أموالنا وأهلينا ووقتنا.
فللصائم دعوة لا تُرد، إذ جاء في ِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم أنت ذكرت يا شيخ إذا كان في وقت صيف وعطشان يسن له أن يقول : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق ) .
الشيخ : ( وثبت الأجر ) .
السائل : نعم ( وثبت الأجر إن شاء الله ) لا يقال هذا إلا فقط في الصيف أو العطش ؟
الشيخ : أي نعم .
السائل : يعني فصل الشتاء لا يقال .
الشيخ : لا ما يقال : لأنه لو قال : ذهب الظمأ
قيل له : كذبت ما فيه ظمأ لو قال : ابتلت العروق قلنا : كذبت العروق ما يبست حتى تبتل نعم والرسول صلى الله عليه وسلم ما قال إلا حقا قال : ( ذهب الظمأ ) معناه أنه بالأول ظمآن ( وابتلت العروق ) معناه أن العروق يابسة نعم .
https://youtu.be/TRxhxiUiNYY?si=ISZFUQkMuxgmpbd6
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
اللهمَّ كما بلغتنا نصفه بلغنا تمامه، واعنا على صيامه وقيامه واعتق رقابنا من النار،
وبلغنا ليله القدر واكتب لنا فيها الأجر، واجعلنا اللهمَّ فيها ممن تبدل أحوالهم إلى أحسن حال.
اللَّهم إنّا نسألك نعيمًا لا ينفذ، وقُرة عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء،
وبرْد العيش بعد الموت، والشوق إلى لقائك، وجنتك ونعيمك، من غير ضرَّاء مُضرَّةٍ وَلا فتنةٍ مضِلَّةٍ.
اللهمَّ تقبل منَّا ما مضى من رمضان، وبارك لنا فيما بقي، واغفر لنا تقصيِّرنا،
ووفقنَّا للصيام والقيام فيما بقي على الوجه الذي يُرضيك عنَّا
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
إن من الظواهر المؤسفة التي تصاحب العشر الأواخر من رمضان ،
ظاهرة التسوق لملابس العيد ، وقضاء الساعات الطويلة في الأسواق ركضًا وراء قطعة قماش أو فردة حذاء ،
ناسين أو متناسين بأنه شهر يعتبر للمؤمن غنيمة عظيمة ، يرجى أن يكفر الله فيه جميع سيئاته ،
ويكسب أجور سنوات طويلة من العبادة .
إن سلفنا الصالح كانوا يتركون العلم والتعليم في رمضان انتهازا لفرص العبادة ،
فماذا يقال عمن ترك فرص العبادة طلبا للتسوق ، فاستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ،
أليس الأولى شراء ملابس العيد قبل دخول شهر رمضان ،
أو حتى في أوقات يسيرة منه ليست بليالي العشر الأواخر ،
فمتى نأخذ بهذا الحزم والعزم . والله أعلم
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
ابتداء من آذان مغرب هذااليوم السبت وحتى غروب شمس اليوم الأخير من شهر رمضان
أكثروا من قول:
[ آللهُمّ إنڪَ عَفوٌ تُحِبُ آلعَفو فاعفُ عنآ ]
لا تفرط في ثانية.
ولا تفتر من التكرار ..
فإذا عفا الله عنك.
أفلحت
' ونجوت.
وسعدت..
إذا كنت تدعُو و ضاق عليك الوقت.
و تزاحمت في قلبك حوائجك.
فاجعل كل دُعائك أن يعفو الله عنك..
فإن عفا عنك أتتك حوائجك من دون مسألة.
[ آللهُمّ إنڪَ عَفوٌ تُحِبُ آلعَفو فاعفُ عنآ ]
استشعر مايتضمنه معناها حيث أن العفو هنا :
عفو في الأبدان
وعفو في الأديان
وعفو من الديان
- فعفو الأبدان :شفاؤك من كل داء.
- وعفو الأديان : توفيقك في الخير ، والعبادة ، والطاعات
وكل أعمال الآخرة.
- وعفو الديان : الصفح والعفو والغفران من الله العفو الكريم المنان ..
بمحو الذنب
والتجاوز عنه..
وترك العقوبة عليه.
ومن معاني العفو في اللغة
الزيادة ، والكثرة، فعفو المال زيادته
{ يسألونك ماذا ينفقون قل العفو}
أى ما زاد عن النفقة الاصلية.
فعفوه بأن يعطيك ما تسأل.
وفوق ما تسأل .
فأكثروا من قولها .
فهى والله تغنى عن كل دعاء
ماهو الفرق بين المغفرة والعفو؟
المغفرة :أن يسامحك الله على الذنب ولكنه سيبقى مسجلا في صحيفتك.
اما العفو :فهو مسامحتك على الذنب مع محوه من الصحيفة وكأنه لم يكن
ووصى الرسول صل الله عليه وسلم به
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في شهر رمضان، و فى ليلة القدر.
وأكثروا منه وذكروا به من تحبون
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا وحبيبنا ونبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
خمسة أمور تعين الراغب في عمارة العشر الآواخر
١- تبرأ من حولك ومن قوتك، فو الله لن يستطيع العبد أن يسبح تسبيحة، ولا يركع ركعة،
ولا يقرأ آية إلا بعون من الله! وتأمل ما تقرأه في كل ركعة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين}،
وأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنك إن وكلت إلى حولك وقوتك وكلت إلى عجز وضعف.
وعليك بالإكثار من الدعاء بأن يعينك مولاك، فإن هذا من أعظم أسباب الإعانة والتوفيق.
٢- اعمل في هذه العشر عمل من لا يدركها غير هذه السنة!
وإذا فترتَ أو دعت نفسك إلى الكسل، فذكرها أن الساعة منها في ليلة القدر خير من العمل
في نحو ثلاثة آلاف يوم، أي أكثر من ثمان سنين،
والدقيقة الواحدة فقط أكثر من العمل في نحو 50 يوماً، فيا لخسارة المحرومين!
٣- ابتعد عن مجالس اللهو والغفلة، واحرص أن يكون أكثر وقتك في خلوة مع ربك،
سواء في المسجد أو في البيت، وكلٌّ أدرى بنفسه، ومن قدر على الاعتكاف فهذا خير،
ومن عجز فلا تفوتنه جلسات الخلوات.
٤- نوّع العبادات على نفسك، ما بين قراءة قرآن، وصلاة، ودعاء، وذكر مطلق،
وتفكر في نعم الله، فإن هذا التنوع أدعى لدفع الكسل والملالة عن النفس.
٥- إذا أعانك ربك على أي نوع من أنواع العبادة، فإياك أن يسري إليك العجب،
فإنه محبط للعمل، وتذكر أن في الأرض عُباداً أنشط منك،
وأتقى منك، والعبرة بالقبول، لا بمجرد كثرة العمل.
#رمضان_١٤٤٥
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
ما شاء الله تبارك الله
كتب الله اجرك واحسن الله اليك ورزقك من حيث لا تحتسب
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
هي ليلةٌ القدر فيهــا تضاعفَ أجرها
بل رجّحتْ عن ألفِ في الميزانِ
رمضانُ بشرى الصائمين بجــــنةٍ
ودخولهم من بــــــــابــــهِ الريــــــانِ.
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
يا ليلة القدر يا ريحانة المُهَجِ
زفي البشائر بالغفران والفرجِ
روحي لعطرك يا قمراء تائقةٌ
فعانقي الروح يا إشراقة الوَهَجِ
يا رب عبدك للأنوار مُرتقبٌ
من عاش نورك لا يحتاج للسُرُجِ.
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا،
وارزقنا خيرها وبركتها وأجرها ،
ووفقنا لما يرضيك عنا،
واجعلنا فيها من عُتقائك من النار
واجعلنا فيها ممن تتغير أقدارهم للأفضل ولا تحجب دعائنا بذنوبنا
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
الله يجزاك الجنه يابو عبدالعزيز ويتقبل منا ومنكم ما تبقى من هذا الشهر الفضيل ..
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
زكاة الفطر .. سين جيم .. لابن عثيمين رحمه الله
الحمدُ لله العليم الحكيم، العليِّ العظيم، خلقَ كلَّ شَيْءٍ فقَدَّره تقديراً، وأحْكَمَ شرائعَه ببالغِ حكمتِهِ بياناً للْخَلق وتَبْصيراً، أحمدُه على صفاتِه الكامِلة، وأشكرُه على آلائِه السابغة، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وحده لا شريكَ له لَهُ الملكُ وله الحمدُ وهوَ على كلِّ شَيْء قدير، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير، صلَّى الله عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ المآبِ والمصِير، وسلَّم تسليماً.
إخواني: إن شهرَكُمُ الكريمَ قد عزَم على الرحيل ولم يبقَ منه إلاَّ الزمنُ القليلُ، فمَنْ كان منكم محسِناً فليحمدِ اللهَ على ذلك ولْيَسْألْه القَبولَ، ومَنْ كان منكم مهملاً فلْيتبْ إلى اللهِ ولْيَعْتَذِرْ من تقصيرِه فالعذرُ قبْلَ الموتِ مَقْبولٌ ، وإن الله شرعَ لكم في ختامِ شهرِكم هذا أنْ تؤَدُّوا زكاةَ الفطر قبْلَ صلاةِ العيدِ .
باب زكاة الفطر
سئل فضيلة الشيخ عن زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر صاع من طعام يخرجه الإنسان عند انتهاء رمضان، وسببها إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد بالفطر من رمضان وإكماله، ولهذا سميت زكاة الفطر، أو صدقة الفطر، وإذا غابت الشمس من ليلة العيد وجبت، فلو ولد للإنسان ولد بعد مغيب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرته وإنما تستحب، وإذا مات الإنسان قبل غروب الشمس ليلة العيد لم تجب فطرته أيضاً؛ لأنه مات قبل وجود سبب الوجوب.
س2 : ما المقصود بزكاة الفطر وهل لها سبب؟
فأجاب فضيلته بقوله: المقصود بزكاة الفطر صاع من طعام يخرجه الإنسان عند انتهاء رمضان، وسببها إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد للفطر من رمضان وإكماله، ولهذا سُميت صدقة الفطر، أو زكاة الفطر، لأنها تنسب إليه هذا سببها الشرعي.
أما سببها الوضعي فهو أنه إذا غابت الشمس من ليلة العيد وجبت، فلو ولد للإنسان ولد بعد مغيب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرته وإنما تستحب، ولو مات الإنسان قبل غروب الشمس ليلة العيد لم تجب فطرته أيضاً؛ لأنه مات قبل وجوب سبب الوجوب، ولو عُقد للإنسان على امرأة قبل غروب الشمس من آخر يوم رمضان لزمته فطرتها على قول كثير من أهل العلم، لأنها كانت زوجته حين وجد السبب، فإن عُقد له بعد غروب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرتها، وهذا على القول بأن الزوج تلزمه فطرة زوجته وعياله، وأما إذا قلنا بأن كل إنسان تلزمه الفطرة عن نفسه كما هو ظاهر السنة فلا يصح التمثيل في هذه المسألة.
س3 : ما حكم زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير"، وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين".
س4 : عمن تجب عليه زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: تجب على كل إنسان من المسلمين ذكراً كان أو أنثى، صغيراً كان أم كبيراً، سواء كان صائماً أم لم يصم، كما لو كان مسافراً ولم يصم فإن صدقة الفطر تلزمه، وأما من تستحب عنه فقد ذكر فقهاؤنا ـ رحمهم الله ـ أنه يستحب إخراجها عن الجنين ـ عن الحمل في البطن ـ ولا يجب.
ومنعها محرم لأنه خروج عما فرضه النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق آنفاً في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر.." ومعلوم أن ترك المفروض حرام وفيه الإثم والمعصية.
س5 : لو أسلم رجل آخر يوم من رمضان هل تلزمه صدقة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يلزمه أن يقوم بصدقة الفطر؛ لأنه كان من المسلمين، وفي حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو شعير على الذكر والأنثى، والحر والعبد، والصغير والكبير من المسلمين.
س6 : عمن تصرف له زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: ليس لها إلا مصرف واحد وهم الفقراء كما في حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين".
س7 : هل الزكاة مسؤولية الزوج وهو الذي يخرجها عن الزوجة وعن أولاده؟ أم إنني أنا الأخرى مسؤولة عنها إذا لم يخرجها الزوج؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي يظهر لي من هذا السؤال أنها تقصد زكاة الفطر، وزكاة الفطر ذكر أهل العلم أنه يجب على الزوج أن يخرجها عن زوجته، ويخرجها عمّن يمونهم من الأولاد والأقارب.
وقال بعض أهل العلم: إن زكاة الفطر كغيرها من العبادات تلزم الإنسان نفسه، إلا أن يتبرع قيم البيت بإخراجها عمن في بيته فإنه لا حرج في ذلك، ويكون مأجوراً على مثل هذا العمل، وإلا فالأصل أن المخاطب بها المكلف نفسه.
قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الذكر والأنثى، والحر والعبد، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة" يعني صلاة العيد، فبين عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنها مفروضة على هؤلاء.
فأنتِ إن كان لديك قدرة على إخراجها بنفسك فأخرجيها، وإذا تبرع زوجك بإخراجها عنك فإنه يكون محسناً إليك.
أما إن كان المقصود زكاة الحلي فإنه لا يلزم زوجك إخراجها عنك، فعليك إخراجها، ولكن إن تبرع زوجك بإخراجها عنك فلا بأس بذلك، فهذا من الإحسان، والمرأة لا تملك الحلي إلا من أجل التجمل للزوج، وجزاءً على عملها هذا إذا أخرج الزكاة عنها فإن ذلك من الإحسان، والله يحب المحسنين.
س8 : أنا شاب أسكن مع والدي ووالدتي وغير متزوج، فهل زكاة رمضان ينفقها والدي عني أو من مالي الخاص؟ أفيدونا وجزاكم الله خيراً؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر واجبة وفريضة، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى من المسلمين"، وهي كغيرها من الواجبات يخاطب بها كل إنسان بنفسه، فأنت أيها الإنسان مخاطب تخرج الزكاة عن نفسك ولو كان لك أب أو أخ، وكذلك الزوجة مخاطبة بأن تخرج الزكاة عن نفسها ولو كان لها زوج.
ولكن إذا أراد قيم العائلة أن يخرج الزكاة عن عائلته فلا حرج في ذلك. فإذا كان هذا الرجل له أب ينفق عليه، يرغب في الزكاة عنه ـ أي عن ابنه ـ فلا حرج في ذلك ولا بأس به.
س9 : تسأل أخت في الله تقول: أعمل موظفة في التعليم ووالدي يخرج عني زكاة الفطر كل عام، وعلمت أخيراً أن من يتقاضى راتباً معيناً يمكنه إخراجها عن نفسه، علماً بأنني عملت لمدة سنوات، فهل علي ذنب لعدم إخراجها بنفسي ومن مالي؟ وإن كان كذلك فماذا أفعل؟ أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير؟
فأجاب فضيلته بقوله: الأصل فيما فرضه الله على عباده أن يكون فريضة على العبد نفسه لا على غيره، ومن ذلك زكاة الفطر، فإنها واجبة على الإنسان نفسه، لا على غيره، لأننا لو أوجبناها على غيره لحملناه وزرها إذا تركها، فنكون محملين لوزر غيره وقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } فالإنسان مخاطب بنفسه أن يؤدي صدقة الفطر عنها، ولكن إذا كان له والد، أو أخ كبير، أو زوج وأخرجها عنه وهو راض بذلك فلا حرج عليه، وعلى هذا يحمل ما ورد عن السلف في ذلك، فمادمت قد رضيت بأن يخرج والدك زكاة الفطر عنك فلا حرج عليك حتى وإن كان لك دخل من راتب أو غيره.
س10 : إنسان صاحب عمل يعمل في غير بلد أبنائه بعيداً عنهم وفي آخر رمضان أراد أن يذهب إلى عمله فوكل أبناءه ليدفعوا زكاة الفطر عنه وعن أنفسهم فما حكم هذا العمل؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس، ويجوز للإنسان أن يوكل أولاده أن يدفعوا عنه زكاة الفطر في وقتها، ولو كان في وقتها ببلد آخر للشغل.
س11 : إذا كان في سفر وأخرج زكاة الفطر في وقتها في البلد الذي هو فيه قبل أن يصل إلى أولاده فما حكم ذلك؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس بذلك ولو كان بعيداً عن أولاده، لأن زكاة الفطر تدفع في المكان الذي يأتيك الفطر وأنت فيه، ولو كان بعيداً عن بلدك.
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
س12 : هل على الخادمة في المنزل زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذه الخادمة في المنزل عليها زكاة الفطر لأنها من المسلمين.
ولكن هل زكاتها عليها، أو على أهل البيت؟ الأصل أن زكاتها عليها، ولكن إذا أخرج أهل البيت الزكاة عنها فلا بأس بذلك.
س13 : هل تدفع زكاة الفطر عن الجنين؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر لا تدفع عن الحمل في البطن على سبيل الوجوب، وإنما تدفع على سبيل الاستحباب.
س14 : هل يزكي المغترب عن أهله زكاة الفطر، علماً بأنهم يزكون عن أنفسهم؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر وهي صاع من طعام، من الرز، أو البر، أو التمر، أو غيرها مما يطعمه الناس يخاطب بها كل إنسان بنفسه، كغيرها من الواجبات، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر على الحر والعبد، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة"، فإذا كان أهل البيت يخرجونها عن أنفسهم فإنه لا يلزم الرجل الذي تغرب عن أهله أن يخرجها عنهم، لكن يخرج عن نفسه فقط في مكان غربته إن كان فيه مستحق للصدقة من المسلمين، وإن لم يكن فيه مستحق للصدقة وكّل أهله في إخراجها عنه ببلده، والله الموفق.
س15 : ما حكم إخراج زكاة الفطر في أول يوم من رمضان؟ وما حكم إخراجها نقداً؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يجوز إخراج زكاة الفطر في أول شهر رمضان، وإنما يكون إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين؛ لأنها زكاة الفطر، والفطر لا يكون إلا في آخر الشهر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، ومع ذلك كان الصحابة يعطونها قبل العيد بيوم أو يومين.
أما إخراجها نقداً فلا يجزىء؛ لأنها فرضت من الطعام، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير"، وقال أبو سعيد الخدري: "كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب، والأقط". فتبين من هذين الحديثين أنها لا تجزىء إلا من الطعام، وإخراجها طعاماً يظهرها ويبينها ويعرفها أهل البيت جميعاً، وفي ذلك إظهار لهذه الشعيرة، أما إخراجها نقداً فيجعلها خفية، وقد يحابي الإنسان نفسه إذا أخرجها نقداً فيقلل قيمتها، فاتباع الشرع هو الخير والبركة.
وقد يقول قائل: إن إخراج الطعام لا ينتفع به الفقير.
وجوابه: أن الفقير إذا كان فقيراً حقًّا لابد أن ينتفع بالطعام.
س16 : ما حكم إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر هو سببها، فإذا كان الفطر من رمضان هو سبب هذه الكفارة فإنها تتقيد به ولا تقدم عليه، ولهذا كان أفضل وقت تخرج فيه يوم العيد قبل الصلاة، ولكن يجوز أن تقدم قبل العيد بيوم أو يومين، لما في ذلك من التوسعة على المعطي والآخذ، أما قبل ذلك فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز، وعلى هذا فلها وقتان:
وقت جواز وهو: قبل العيد بيوم أو يومين ، ووقت فضيلة وهو: يوم العيد قبل الصلاة.
أما تأخيرها إلى ما بعد الصلاة فإنه حرام، ولا تجزىء عن الفطرة لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: "ومن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"، إلا إذا كان الرجل جاهلاً بيوم العيد، مثل أن يكون في برية ولا يعلم إلا متأخراً وما أشبه ذلك، فإنه لا حرج أن يؤديها بعد صلاة العيد وتجزئه عن الفطرة.
س17 : أديت زكاة الفطر في أول رمضان في مصر قبل قدومي إلى مكة وأنا الآن مقيم في مكة المكرمة فهل علي زكاة فطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم عليك زكاة الفطر؛ لأنك أديتها قبل وقتها فزكاة الفطر من باب إضافة الشيء إلى سببه، وإن شئت فقل: من باب إضافة الشيء إلى وقته، وكلاهما له وجه في اللغة العربية، قال الله تعالى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الَعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَْغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } هنا من باب إضافة الشيء إلى وقته، وقال أهل العلم: باب سجود السهو، من باب إضافة الشيء إلى سببه، فهنا زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر سببها؛ ولأن الفطر وقتها، ومن المعلوم أن الفطر من رمضان لا يكون إلا في آخر يوم من رمضان، فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان، إلا أنه رخص أن تدفع قبل الفطر بيوم أو يومين رخصة فقط، وإلا فالوقت حقيقة إنما يكون بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ لأنه الوقت الذي يتحقق به الفطر من رمضان، ولهذا نقول: الأفضل أن تؤدى صباح العيد إذا أمكن.
س18 : إننا نجمع الزكاة ونعطيها للفقيه (فقيه البلدة) ومن صام يجب أن يعطي زكاة الفطر للفقيه، هل نحن على حق؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا كان هذا الفقيه آميناً يعطيها الفقراء فلا بأس بأن يدفع الناس زكاتهم إليه، ولكن يكون الدفع قبل العيد بيوم أو بيومين ويقوم الفقيه بتسليمها في يوم العيد.
س19 : هل يجوز دفع زكاة الفطر قبل العيد؟
فأجاب فضيلته بقوله: يجوز دفعها قبل عيد الفطر بيوم أو يومين، والأفضل أن يكون في يوم العيد قبل الصلاة، ولا يجوز تأخير دفعها عن صلاة العيد، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة". وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
س20 : هل يشرع لهيئة ... الإسلامية العالمية استلام أموال زكاة الفطر مع بداية شهر رمضان وذلك بهدف الاستفادة منه بقدر المستطاع، وجزاكم الله خيراً.
فأجاب فضيلته بقوله: لا أرى هذا، ولا أرى أن يخرج بزكاة الفطر عن البلد الذي هي فيه؛ لأن أهل البلد أحق، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ـ رضي الله عنه ـ حين بعثه إلى اليمن: "أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تُؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم".
س21 : هل يجوز للفقير الذي يريد المزكي أن يعطيه زكاة الفطر أن يوكل شخصاً آخر في قبضها من المزكي وقت دفعها؟
فأجاب فضيلته بقوله: يجوز ذلك، أي يجوز أن يقول من عنده زكاة فطر للفقير: وكل من يقبض الزكاة عنك وقت دفعها، وإذا جاء وقت الدفع بيوم أو يومين سلمت الزكاة للوكيل الذي وكله الفقير في قبضها.
س22 : متى تخرج زكاة الفطر؟ وما مقدارها؟ وهل تجوز الزيادة عليها؟ وهل تجوز بالمال؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر هي الطعام الذي يخرجه الإنسان في آخر رمضان، ومقداره صاع، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير". وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض النبي عليه الصلاة والسلام صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين". فهي من الطعام السائد بين الناس، وهو الآن التمر والبر والأرز، وإذا كنا في مكان يطعم الناس فيه الذرة تخرجها ذرة، أو زبيباً، أو أقط. قال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ: "كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب والأقط".
وزمن إخراجها صباح العيد قبل الصلاة: لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة"، وهذا حديث مرفوع. وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعدها فهي صدقة من الصدقات".
ويجوز أن تقدم قبل العيد بيوم أو يومين، ولا يجوز أكثر من ذلك لأنها تسمى زكاة الفطر، فتضاف إلى الفطر، ولو قلنا بجواز إخراجها بدخول الشهر كان اسمها زكاة الصيام، فهي محددة بيوم العيد قبل الصلاة، ورخص في إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.
وأما الزيادة على الصاع فإن كان على وجه التعبد واستقلالاً للصاع فهذا بدعة، وإن كان على وجه الصدقة لا الزكاة فهذا جائز ولا بأس به ولا حرج، والاقتصار على ما قدره الشرع أفضل، ومن أراد أن يتصدق فليكن على وجه مستقل.
ويقول كثير من الناس: يشق علي أن أكيل ولا مكيال عندي فأخرج مقداراً أتيقن أنه قدر الواجب أو أكثر وأحتاط بذلك فهو جائز ولا بأس به
س23 : ما حكم من أخر دفع زكاة الفطر عن صلاة العيد؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا أخر دفع زكاة الفطر عن صلاة العيد فإنها لا تقبل منه، لأنها عبادة مؤقتة بزمن معين، فإذا أخرها عنه لغير عذر لم تقبل منه، لحديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ "وأمر ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة"، وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: "من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".
أما إذا أخرها لعذر كنسيان، أو لعدم وجود فقراء في ليلة العيد فإنه تقبل منه، سواء أعادها إلى ماله، أو أبقاها حتى يأتي الفقير
س24 : لم أؤد زكاة الفطر لأن العيد جاء فجأة، وبعد عيد الفطر المبارك لم أفرغ لأسأل عن العمل الواجب علي من هذه الناحية، فهل تسقط عني أم لابد من إخراجها؟ وما الحكمة منها؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر مفروضة، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر"، فهي مفروضة على كل واحد من المسلمين، على الذكر والأنثى، والصغير، والكبير، والحر والعبد، وإذا قدر أنه جاء العيد فجأة قبل أن تخرجها فإنك تخرجها يوم العيد ولو بعد الصلاة، لأن العبادة المفروضة إذا فات وقتها لعذر فإنها تقضى متى زال ذلك العذر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة: "من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك"، وتلا قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِي }. وعلى هذا يا أخي السائل فإن عليك إخراجها الآن.
وأما الحكمة من زكاة الفطر فإنها كما قال ذلك ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: "طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين"، ففي ذلك فائدة للصائم إذ هي تطهره من اللغو والرفث، كما أنها طعمة للمساكين حيث تجعلهم يشاركون الأغنياء فرحة العيد، لأن الإسلام مبني على الإخاء والمحبة، فهو دين العدالة، يقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً". والله الموفق
س25 : من لم يتمكن من دفع زكاة الفطر قبل الصلاة هل يجوز له دفعها بعد الصلاة؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا لم يتمكن من دفع زكاة الفطر قبل الصلاة ودفعها بعد ذلك فلا حرج عليه؛ لأن هذا مدى استطاعته، وقد قال الله تعالى: {فَاتَّقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَِنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ومن أمثلة هذا ما إذا ثبت دخول شهر شوال والإنسان في البر وليس حوله أحد فإنه في هذه الحال إذا وصل إلى البلد التي فيها الفقراء دفعها إليهم. أما مع السعة فإنه لا يجوز للإنسان أن يؤخرها عن صلاة العيد، فإن أخرها عن صلاة العيد فهو آثم ولا تقبل منه، لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".
س26 : ما مقدار صدقة الفطر.
فأجاب فضيلته بقوله: مقدار صدقة الفطر صاع من الطعام بالصاع النبوي، الذي زنته كيلوان وأربعون جراماً بالبر (القمح) الجيد، أو ما يوازنه كالعدس.
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
س 27 : هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر لا تصح من النقود، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، وقال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ: "كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا يومئذ التمر والشعير، والزبيب والأقط"، فلا يجوز إخراجها إلا مما فرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين.
والعبادات لا يجوز تعدي الشرع فيها بمجرد الاستحسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فرضها طعمة للمساكين، فإن الدراهم لا تطعم، فالنقود أي الدراهم تُقضى بها الحاجات؛ من مأكول ومشروب وملبوس وغيرها.
ثم إن إخراجها من القيمة يؤدي إلى إخفائها وعدم ظهورها، لأن الإنسان تكون الدراهم في جيبه، فإذا وجد فقيراً أعطاها له فلم تتبين هذه الشعيرة ولم تتضح لأهل البيت، ولأن إخراجها من الدراهم قد يخطىء الإنسان في تقدير قيمتها فيخرجها أقل فلا تبرأ ذمته بذلك، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم فرضها من أصناف متعددة مختلفة القيمة، ولو كانت القيمة معتبرة لفرضها من جنس واحد، أو ما يعادله قيمة من الأجناس الأخرى. والله أعلم.
س28 : يقول كثير من الفقراء الآن إنهم يفضلون زكاة الفطر نقوداً بدلاً من الطعام؛ لأنه أنفع لهم، فهل يجوز دفع زكاة الفطر نقوداً؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي نرى أنه لا يجوز أن تدفع زكاة الفطر نقوداً بأي حال من الأحوال، بل تدفع طعاماً، والفقير إذا شاء باع هذا الطعام وانتفع بثمنه، أما المزكي فلابد أن يدفعها من الطعام، ولا فرق بين أن يكون من الأصناف التي كانت على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، أو من طعام وجد حديثاً، فالأرز في وقتنا الحاضر قد يكون أنفع من البر؛ لأن الأرز لا يحتاج إلى تعب وعناء في طحنه وعجنه وما أشبه ذلك، والمقصود نفع الفقراء، وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: "كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا يومئذ التمر، والشعير، والزبيب، والأقط" فإذا أخرجها الإنسان من الطعام فينبغي أن يختار الطعام الذي يكون أنفع للفقراء، وهذا يختلف في كل وقت بحسبه.
وأما إخراجها من النقود أو الثياب، أو الفرش، أو الآليات فإن ذلك لا يجزىء، ولا تبرأ به الذمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
س 29 : بعض أهل البادية يخرجون زكاة الفطر من اللحم فهل يجوز هذا؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا لا يصح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعاً من طعام، واللحم يوزن ولا يكال، والرسول صلى الله عليه وسلم فرض صاعاً من طعام، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير"، وقال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ: "كنا نخرجها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب، والأقط". ولهذا كان القول الراجح من أقوال أهل العلم أن زكاة الفطر لا تجزىء من الدراهم، ولا من الثياب، ولا من الفرش، ولا عبرة بقول من قال من أهل العلم: إن زكاة الفطر تجزىء من الدراهم؛ لأنه ما دام النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً، فلا قول لأحد بعده، ولا استحسان للعقول في إبطال الشرع، والصواب بلا شك أن زكاة الفطر لا تجزىء إلا من الطعام، وأن أي طعام يكون قوتاً للبلد فإنه مجزىء.
س 30 : في بعض البلاد يلزم الناس بإخراج زكاة الفطر دراهم، فما الحكم؟ جزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء؟
فأجاب فضيلته بقوله: الظاهر لي أنه إذا أجبر الإنسان على إخراج زكاة الفطر دراهم فليعطها إياهم ولا يبارز بمعصية ولاة الأمور، لكن فيما بينه وبين الله يخرج ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج صاعاً من طعام؛ لأن إلزامهم للناس بأن يخرجوا من الدراهم إلزام بما لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ يجب عليك أن تقضي ما تعتقد أنه هو الواجب عليك، فتخرجها من الطعام، واعط ما ألزمت به من الدراهم ولا تبارز ولاة الأمور بالمعصية.
س 32 : ما حكم إخراج الرز في زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا شك في جواز إخراج الرز في زكاة الفطر، بل ربما نقول: إنه أفضل من غيره في عصرنا؛ لأنه غالب قوت الناس اليوم، ويدل لذلك حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ الثابت في صحيح البخاري قال: "كنا نخرج يوم الفطر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا الشعير، والزبيب، والأقط، والتمر"، فتخصيص هذه الأنواع ليس مقصوداً بعينها، ولكن لأنها كانت طعامهم ذلك الوقت.
س 33 : هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للعمال من غير المسلمين؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يجوز إعطاؤها إلا للفقير من المسلمين فقط.
س34 : ما حكم نقل زكاة الفطر إلى البلدان البعيدة بحجة وجود الفقراء الكثيرين؟
فأجاب فضيلته بقوله: نقل صدقة الفطر إلى بلاد غير بلاد الرجل الذي أخرجها إن كان لحاجة بأن لم يكن عنده أحد من الفقراء فلا بأس به، وإن كان لغير حاجة بأن وجد في البلد من يتقبلها فإنه لا يجوز.
س 35 : ما حكم وضع زكاة الفطر عند الجار حتى يأتي الفقير؟
فأجاب فضيلته بقوله: يجوز للإنسان أن يضعها عند جاره ويقول هذا لفلان إذا جاء فأعطها إياه، لكن لابد أن تصل يد الفقير قبل صلاة العيد لأنه وكيل عن صاحبها، أما لو كان الجار قد وكله الفقير، وقال: اقبض زكاة الفطر من جارك فإنه يجوز أن تبقى مع الوكيل ولو خرج الناس من صلاة العيد.
س 36 : لو وضع الإنسان زكاة الفطر عند جاره ولم يأت من يستحقها قبل العيد، وفات وقتها فما الحكم؟
فأجاب فضيلته بقوله: ذكرنا أنه إذا وضعها عند جاره فإما أن يكون جاره وكيلاً للفقير، فإذا وصلت إلى يد جاره فقد وصلت للفقير ولا فرق، وإذا كان الفقير لم يوكله فإنه يلزم الذي عليه الفطرة أن يدفعها بنفسه ويبلغها إلى أهله.
س 37 : هل تجوز الزيادة في زكاة الفطر بنية الصدقة؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يجوز أن يزيد الإنسان في الفطرة وينوي مازاد على الواجب صدقة، ومن هذا ما يفعله بعض الناس اليوم يكون عنده عشر فطر مثلاً ويشتري كيساً من الرز يبلغ أكثر من عشر فطر ويخرجه جميعاً عنه وعن أهل بيته، وهذا جائز إذا كان يتيقن أن هذا الكيس بقدر ما يجب عليه فأكثر؛ لأن كيل الفطرة ليس بواجب إلا ليعلم به القدر، فإذا علمنا أن القدر محقق في هذا الكيس ودفعناه إلى الفقير فلا حرج.
س 38 : هل يجوز للفقير الذي يريد المزكي أن يعطيه زكاة الفطر أن يوكل شخصاً آخر في قبضها من المزكي وقت دفعها؟
فأجاب فضيلته بقوله: يجوز ذلك، أي يجوز أن يقول من عنده زكاة فطر للفقير وكل من يقبض الزكاة عنك وقت دفعها، وإذا جاء وقت الدفع بيوم أو يومين سُلمت الزكاة للوكيل الذي وكله الفقير في قبضها.
بتصرف من مجموع الفتاوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - المجلد الثامن عشر
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
ماذا عليك الآن وأنت تودِّع شهر رمضان؟
إياكم والانتكاسة: أيها المسلمون: ودِّعوا رمضانَ بمثل ما استقبلتموه بالطاعة والإيمان، والبر والإحسان، والتوبة والغفران، ولا تكونوا كما قال الله تعالى فيها: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [النحل: 92]؛ قال أهل التفسير: "المرأة المقصودة في الآية الكريمة هي امرأة عاشت في زمن ما قبل الإسلام (الجاهلية)، واسمها رابطة، من بني تميم، تسكن بالجعرانة بين مكة المكرمة والطائف، وهو ميقات للإحرام، وإلى جانب ذلك كانت تسمى خرقاء مكة، ويُضرب بها المثل في الحمق، فما قصة حمقها؟ لقد كانت هذه المرأة تجتمع كل يوم، هي ومجموعة من الجواري والعاملات لديها، تأمرهن بالعمل على غزل ونسج الصوف والشَّعر ونحوهما، ثم إذا انتصف النهار، وانتهَيْنَ من أداء عملهن في الغزل، أصدرت أوامرها لهن بنقضه، وإفساد غزله، وإرجاعه أنكاثًا، على أن يقُمْنَ بغزله مجددًا في اليوم التالي؛ فلا تكونوا مثل هذه الحمقاء، تعودون للمعصية بعد الطاعة، وللهجر بعد الوصل، والإمساك بعد الإنفاق، ولا تكونوا من الذين قال الله فيهم: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الحج: 11].عباد الله:إن من أعظم الجُرم أن يعود المرء بعد الغنيمة خاسرًا، وبعد الطاعة إلى المعصية راكضًا، وبعد البذل ممسكًا، وبعد تلاوة القرآن هاجرًا، وبعد صلة الأرحام قاطعًا، وبعد برِّ الوالدين عاقًّا ومانعًا.
إن من أكبر خسران العبد أن يبدِّدَ المكاسب التي يسَّرها الله عز وجل في هذا الشهر الكريم، وأن يرتد بعد الإقبال مدبرًا، وبعد المسارعة إلى الخيرات مهاجرًا، وبعد عمران المساجد بالتلاوات والطاعات مُعرِضًا، فإن هذه الأمور لَتدل على أن القلوب لم تحيَ حياة كاملة بالإيمان، ولم يتلألأ نورها بنور القرآن، وأن النفوس لم تذُقْ حلاوة الطاعة والغفران، وأن الإيمان ما يزال في النفوس ضعيفًا، وأن التعلق بالله عز وجل لا يزال واهنًا.
كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيُقال له: إنه يوم فرح وسرور، فيقول: صدقتم، ولكني عبدٌ، أمرني مولاي أن أعمل له عملًا، فلا أدري أيقبله مني أم لا؟
العيون التي بكت من خشية الله، هل تعود إلى الحرام بعد رمضان؟ هذه الأيدي التي كانت ممرًّا لعطاء الله، هل تنقبض بعد رمضان؟ هذه الوجوه التي سجدت لله تعالى، أتركَنُ لغير الله بعد ذلك؟ هذه القلوب التي خشعت لله في رمضان، هل تعود للمعصية مرة ثانية؟ ربُّ شوال هو رب رمضان، هو رب الشهور كلها، فمن كان يعبد رمضان، فإن رمضان قد انتهى، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت.
رُويَ عن عليٍّ رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: "يا ليت شعري من هذا المقبول فنُهنِّيه، ومن هذا المحروم فنعزيه".
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
المداومة على العبادة: إخوة الإسلام عباد الله: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربيته لأصحابه يركِّز على إذكاء روح المداومة في العبادة، وفي الأعمال التي يعود نفعها على المرء في الدنيا والآخرة؛ قال صلى الله عليه وسلم فيما ورد عنه: ((أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قلَّ)).
ودِّعوا رمضان بالاستمرار في الصيام:أخي المسلم، طِبْ نفسًا بمواسم الصيام، وقاوم الشيطان طوال العام، صمت رمضان إيمانًا واحتسابًا، وها قد رحل رمضان، فاستمرَّ في صيام النوافل، تزدَدْ إيمانًا، وتصدَّ الشيطان؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم الباءةفليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء))؛ وجاء يعني: وقاية، لديك الاثنين والخميس، والأيام القمرية، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، والعشر من ذي الحجة، وغيرها.ودِّعوا رمضان بالحفاظ على الصلاة:حافظوا على الصلاة؛ فهي مناط الفلاح، وطريق النجاح، والفاصل بين الإيمان والكفر، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
استيقظ أبو يزيد ليلةً، فإذا أبوه يصلي، فقال: علمني كيف أتطهر وأفعل مثل فعلك، وأصلي معك؟ فقال له أبوه: يا بني، ارقد فإنك صغير بعدُ، قال: يا أبتِ، إذا كان يوم يصدر الناس أشتاتًا ليرَوا أعمالهم، أقول لربي: إني قلت لأبي: كيف أتطهر لأصلي معك؟ فأبى، وقال لي: ارقد فإنك صغير بعد، قال أبوه: لا والله يا بني، وعلَّمه فكان يصلي معه، ثم قال له: إياك إياك أن يسبقك الديك، فيكون أكيس منك؛ يسبِّح وأنت نائم.
ودِّعوا رمضان بالاستمرار في التهجد:أخي المسلم، قمت رمضان إيمانًا واحتسابًا، وها قد انقضى شهر القيام، فلا تقصر عنه سائر الأيام، فخُذْ بالجِدِّ فيه؛ عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني جبريل، فقال: يا محمد، عِشْ ما شئت، فإنك ميت، أحْبِبْ مَن شئت، فإنك مفارقه، واعمل ما شئت، فإنك مجزِيٌّ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل،وعزه استغناؤه عن الناس))؛ [أخرجه الطبراني].ودِّعوا رمضان بالاستمرار في تلاوة القرآن:أيها المسلمون: لا تودِّعوا رمضان ثم تهجروا القرآن، استمروا في تلاوة القرآن، فلا تهجروه، فهو كلام الملك العلَّام؛ حتى لا تقعوا تحت طائلة الآية: ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].إذا أردت أن يكلمك الله، فاقرأ القرآن، وإذا أردت أن تكلم الله، فافزع إلى الصلاة؛ قال عمرو بن العاص: "كل آية في القرآن درجة في الجنة، ومصباح في بيوتكم"، وقال أيضًا: "من قرأ القرآن فقد أُدرِجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لا يُوحَى إليه".قال أبو هريرة: "إن البيت الذي يُتلَى فيه القرآن اتسع بأهله، وكثُر خيره، وحضرته الملائكة، وخرجت منه الشياطين، وإن البيت الذي لا يُتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله، وقلَّ خيره، وخرجت منه الملائكة، وحضرته الشياطين".ودِّعوا رمضان بالاستمرار في البذل والإنفاق:كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة، كان مع ربِّه العبدَ الطائع، وكان مع الناس الفقير الجائع، وكان مع الجيران المحبَّ الودود، وكان مع أهله الخير الرشيد، ويوم أن دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للإنفاق والاستعداد للجهاد في سبيل الله، إذا بالصحابة يسارعون بأموالهم وأنفسهم، كلٌّ حسب طاقته وقدرته، بل ينادي صلى الله عليه وسلم: ((من يجهز جيش العسرة - وكان يوم تبوك - وله الجنة))، فيقوم عثمان بن عفان رضي الله عنه ويجهز الجيش بماله؛ فيقول صلى الله عليه وسلم: ((ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم)).يبكون لأنهم لا يجدون ما يعينهم على الجهاد، وهؤلاء فقراء يريدون المشاركة والمنافسة على هذا الباب من أبواب الخير، لكنهم لا يملكون زادًا ولا راحلة، فيأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون منه ما يحملهم عليه للغزو، فقال لهم: ((والله لا أجد ما أحملكم عليه))، فهل عادوا فرِحين مستبشرين لأن الجهاد سقط عنهم، أو لأنهم لا يجدون ما ينفقون فبرِئت ذمتهم؟ كلا ثم كلا، بل تولَّوا وهم يبكون، وعزَّ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ولا يجدوا نفقة ولا محملًا، ولا ينافسوا في هذا الخير ولا يسبقوا غيرهم إليه؛ فأنزل الله عذرهم في كتابه فقال: ﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [التوبة: 92].في يوم من الأيام يسمع الصحابة قول الله تعالى: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 41
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
أحكام مختصرة في صيام الست من شوال:
لفضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
١-يسن صوم ست من شوال؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر كله»
فيسن للإنسان أن يصوم ستة أيام من شوال.
٢-قال الفقهاء رحمهم الله: والأفضل أن تكون هذه الست بعد يوم العيد مباشرة؛ لما في ذلك من السبق إلى الخيرات.
والأفضل أن تكون متتابعة؛ لأن ذلك أسهل غالبا؛ ولأن فيه سبقا لفعل هذا الأمر المشروع. الشرح الممتع (٦-٤٦٥).
٣-السنة أن يصومها بعد انتهاء قضاء رمضان لا قبله، فلو كان عليه قضاء ثم صام الستة قبل القضاء فإنه لا يحصل على ثوابها؛
لأن النبي ﷺ قال: «من صام رمضان» ومن بقي عليه شيء منه فإنه لا يصح أن يقال إنه صام رمضان؛ بل صام بعضه
وليست هذه المسألة مبنية على الخلاف في صوم التطوع قبل القضاء
لأن هذا التطوع أعني صوم الست قيده النبي صلى الله عليه وسلم بقيد وهو أن يكون بعد رمضان،
وقد توهم بعض الناس فظن أنه مبني على الخلاف في صحة صوم التطوع قبل قضاء رمضان،
وقد تقدم ذكر الخلاف في ذلك، وبينا أن الراجح جواز التطوع وصحته، ما لم يضق الوقت عن القضاء.
٤-لو أخر صيام الست من شوال عن أول الشهر ولم يبادر بها، فإنه يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم «ثم أتبعه ستا من شوال»
فظاهره أنه ما دامت الست في شوال، ولو تأخرت عن بداية الشهر فلاحرج، لكن المبادرة وتتابعها أفضل من التأخير والتفريق،
لما فيه من الإسراع إلى فعل الخير. الشرح الممتع (٦-٤٦٦)
٥-مسألة:لو لم يتمكن من صيام الأيام الستة في شوال لعذر كمرض أو قضاء رمضان كاملا حتى خرج شوال،
فهل يقضيها ويكتب له أجرها أو يقال هي سنة فات محلها فلا تقضى؟ الجواب:يقضيها
ويكتب له أجرها كالفرض إذا أخره عن وقته لعذروكالراتبة إذا أخرها لعذر حتى خرج وقتها، فإنه يقضيها كما جاءت به السنة.
٦-فائدة:كره بعض العلماء صيام الأيام الستة كل عام مخافة أن يظن العامةأن صيامها فرض،
وهذا أصل ضعيف غيرمستقيم لأنه لو قيل به لزم كراهة الرواتب التابعةللمكتوبات أن تصلى كل يوم
وهذا اللازم باطل وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم والمحذور الذي يخشى منه يزول بالبيان.الشرح الممتع (٦-٤٦٧)
٧-من الأيام التي يسن صيامها ستة أيام من شوال كما في حديث أبي أيوب أن النبي ﷺ قال:
من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر" فسر العلماء ذلك بأن الحسنة بعشر أمثالها
فيكون رمضان شهرا بعشرة أشهر ويكون الستة أيام بستين يوما وهم شهران.شرح رياض الصالحين(٥-٣٠٥)
٨-الحكمة من صيام ست من شوال هي الحكمة في بقية النوافل التي شرعها الله لعباده لتكمل بها الفرائض
فإن صيام ستة أيام من شوال بمنزلة الراتبة للصلاة التي تكون بعدها ليكمل بها ما حصل من نقص في الفريضة.
ومن حكمة الله تعالى ورحمته أنه جعل للفرائض سننا تكمل بها وترقع بها فصيام ستة أيام من شوال فيها هذه الفائدة العظيمة.
٩-لا يلزم من صامها سنة أن يصومها في بقية عمره لأن هذا تطوع والتطوع للمرء أن يفعله ويدعه
ولكن الذي ينبغي للمرء إذا عمل عملا أن يثبته سواء في هذا أو في الصلاة فإذا عمل عملا فينبغي له ألا يدعه ويتخلى عنه.
١٠-هل من صام ثلاثة أو خمسة أيام ولم يكمل الستة الأيام من شوال هل له أجر أم لا؟
نعم له أجر ولكنه لا يحصل الأجر الذي رتبه النبي ﷺ في قوله (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر)
وأيضا لابد ألا يعتقد أن هذا العدد الذي صامه ناقصا عن ستة أيام يحصل به هذا الثواب.
أو يكون من السنن لأنه ليس من السنة أن تصوم خمسة أيام من شوال ولكن إذا كان الإنسان نشيطا وفتر وترك يوما من هذه الستة
فلا حرج عليه وأقول أيضا تتميم للأول لو صام ثلاثة أيام من شوال بنية أنها عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر فلا بأس بذلك
ولكنه لا يحصل ثواب صيام ستة أيام.
١١-الأفضل صيام ستة أيام من شوال أن تكون متتابعة وأن تكون بعد يوم الفطر مباشرةلما في ذلك من المسارعة إلى الخير
ولابأس أن يؤخر ابتداء صومهاعن اليوم الثاني من شوال ولابأس أن يؤخر فيصومها الإنسان متفرقة إلى آخر الشهر
لعموم قولهﷺ(من صام رمضان ثم أتبعه ستامن شوال فكأنما صام الدهر كله)
١٢-حكم تبييت النية في صيام النفل: صيام النفل يجوز بنية من أثناء النهار، بشرط: ألا يكون فعل مفطرا قبل ذلك،
فمثلا: لو أن الإنسان أكل بعد طلوع الفجر، وفي أثناء اليوم نوى الصوم نقول هنا: صومك غير صحيح ولكن الأجر لا يكون إلا من وقت النية،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إنما الأعمال بالنيات) فما قبل النية فلا يكتب له أجره، وما بعده يكتب له أجره،
وإذا كان الأجر مرتبا على صوم اليوم فإن هذا لم يصم اليوم كاملا، بل بعض اليوم بالنية، وبناء على ذلك ذلك:
لو أن أحدا قام من بعد طلوع الفجر ولم يأكل شيئا وفي منتصف النهار نوى الصوم على أنه من أيام الست
ثم صام بعد هذا اليوم خمسة أيام فيكون قد صام خمسة أيام ونصف، وحينئذ نقول لهذا الأخ:
لم تحصل على ثواب أجر صيام الأيام الستة؛ لأنك لم تصم ستة أيام، وهذا يقال: في يوم عرفة،
أما لو كان الصوم نفلا مطلقا فإنه يصح ويثاب من وقت نيته فقط.
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
أعمال صالحة لا تنتهي بالمواسم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد،
وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء التاسع والأربعون بعد المائة من لقاءات (الباب المفتوح)
الذي يتم كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا الخميس
هو الثالث عشر من شهر شوال عام ١٤١٧هـ.
نسأل الله أن يجعل هذه اللقاءات مباركة لنا ولإخواننا المسلمين.
بمناسبة انتهاء شهر الصيام والفراغ النفسي الذي يعتري كل إنسان كان مجتهداً في شهر رمضان
أود أن أذكر الإخوان بأن عمل المؤمن لا يتقيد بالمواسم -أي: بمواسم الخيرات-
كشهر رمضان وعشر ذي الحجة وما أشبهها، بل هو باقٍ مستمر إلى أن يموت الإنسان،
لقول الله تبارك وتعالى: {وَلا تَمُوتُنَّ إِلَاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢] ،
ولقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:٩٩] ،
فلم يجعل الله تعالى لعمل المؤمن أمداً إلا الموت،
ولهذا يجب علينا أن نجعل هذه المواسم تنشيطاً لنا على العمل الصالح
والإقبال على الله تبارك وتعالى بالأعمال الصالحة المقربة إليه،
وألا تفتر هممنا عن فعل الطاعات بانتهاء هذه المواسم.
وأنا أذكر لكم نماذج تدل على أن أعمال المسلم لا تنتهي بالمواسم.
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان
-
رد: الخيمة الرمضانية معلومات عن رمضان وشهر الصيام وأحداث في رمضان