رد: وقفات تأمل ووداع لعام هجري مضى وعامنا الجديد 1446 هجري
كل عام هكذا قالوا وأنتم في هناء .. نَسأل الله لَكم في عَيشكم خير البقاء.
قد مَضى عام وزاد العمر عامًا في عَناء .. ودنا الإنسان يَسعى مُسرعًا نحو اللقاء.
حيث يلقاه المليك إن بَسعد ورضاء .. أو بنار تصطليه إن يَكن أهل شقاء.
فالحياة إخوتي فيما أرى محض وعاء .. كلما زاد امتلاء آذن المَرء انتهاء.
لَيتنا نَعمل حسنًا في ارتقا دار البَقاء .. مثلما نبذل جُهدًا في دنيا دار الفَناء
رد: وقفات تأمل ووداع لعام هجري مضى وعامنا الجديد 1446 هجري
التاريخ الهجري هل يتحول إلى ذكرى؟
أ.د. حمد الدخيل*
قبل موجة الاحتلال التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي منذ القرن الثالث عشر كان التاريخ الهجري
هو التاريخ المعتمد على المستوى الرسمي والشعبي في جميع الأقطار العربية والإسلامية،
والدليل على ذلك أن الكتب التي ألفت قبل العهود الاستعمارية كانت تعتمد على التأريخ الهجري، وتدون به،
ولا تستعمل سواه. ولما أناخ المحتل بكلكله على بلدان الشرق ألزم الدول المغلوبة على أمرها باعتماد التاريخ النصراني الغربي،
واستمرأت ذلك مع مرور السنين، وأصبح البديل عن التاريخ العربي الإسلامي، واعتمدته رسمياً وشعبياً،
وغدا أثراً ثابتاً ماثلاً من آثار الاستعمار؛ فلا نجد دولة عربية إسلامية تؤرخ الآن بهجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام
ما عدا المملكة العربية السعودية وإيران، غير أن الأخيرة اعتمدت التقويم الشمسي دون القمري؛ وأيامه مطابقة للتقويم النصراني،
في حين أن المملكة اعتمدت التقويم القمري الذي وضعه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
استناداً إلى قوله تعالى في سورة يونس:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ
مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالحَقِّ يُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
فمنازل القمر هي رحلته عبر السماء منذ بزوغه هلالاً حتى أفوله نهاية الشهر،
قال تعالى: (وَالقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ).
فالله – سبحانه وتعالى – شرع لنا التأريخ بالتقويم القمري دون الشمسي، ولذلك يعد الهلال رمزاً إسلاميّاً
مقابل الصليب في الديانة النصرانية.
واعتماد التاريخ النصراني الغربي دون الهجري يعد ضربةً في وجه التاريخ الإسلامي
والحضارة الإسلامية بأمجادها ومنجزاتها وتراثها الضخم عبر القرون. فمنظومة الحضارة العربية والإسلامية
منذ بدء التدوين، بل منذ اتخاذ التقويم الهجري تأريخاً للوقائع والأحداث والأخبار والتراجم
إلى طلائع النهضة العربية الحديثة دونت كلها بالتاريخ الهجري، ومن العقوق والتنكر لما دون به
عبر أكثر من أربعة عشر قرناً هجره إلى غيره.
والإحساس بأن التاريخ الهجري أصبح ضرباً من تراث قديم، لا يناسب التطلع إلى الثقافات المعاصرة والاندماج فيها والانتساب إليها.
والالتزام بالتاريخ الهجري يمليه الشعور بضرورة الانتماء إلى الإسلام، واللغة، والجنس، والوطن،
وما احتضنته هذه العناصر من امتياز حضاري وتفوق ثقافي، ويكفي أنه يذكرنا بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
رد: وقفات تأمل ووداع لعام هجري مضى وعامنا الجديد 1446 هجري
رد: وقفات تأمل ووداع لعام هجري مضى وعامنا الجديد 1446 هجري
رد: وقفات تأمل ووداع لعام هجري مضى وعامنا الجديد 1446 هجري
رد: وقفات تأمل ووداع لعام هجري مضى وعامنا الجديد 1446 هجري
رد: وقفات تأمل ووداع لعام هجري مضى وعامنا الجديد 1446 هجري
خصوصية عاشوراء وفضل صومه .
جـاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجَّى الله فيه نبيه موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمؤمنين معه، أغـــرق فيه فرعون وحزبه؛
فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المديـنـة، فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء،
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟"
فـقـالـوا: هــــذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فـرعـون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه .
فقال رسول الله صلى الله عـلـيـه وسلم:
"فنحن أحق وأوْلى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه (البخاري، ح/2004، ومسلم، ح/11330).
وقـد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم عـاشوراء،
فـقــــال: "يكفِّر السنة الماضية"، وفي رواية: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفـــر السنة التي قبله"( رواه مسلم، ح: 1162 )
وفـي حديث آخر: "ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة"( رواه البزار، انظر: مختصر زوائد البزار 1/407، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1/422 بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: "ذاك صوم سنة"( رواه ابن حبان: 8/394، ح/3631.
قال شعيب الأرناؤوط: إسناده على شرط مسلم ). ويصور ابن عباس رضي الله عنه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيـامـه
فيقول: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشــوراء،
وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان" رواه البخاري، ح/2006) قال بن حجر رحمه الله تعالى :
ولا يعني هذا تفضيله على يوم عرفة، فإنه يكفر سنتين، ويتميز بمزيد فضل لما يقع فيه من العبادات والمغفرة والعتق،
ثم إنه محفوف بالأشهر الحرم قبله وبعده، وصومه من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء،
فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم. ( الفتح: 4/292).
رد: وقفات تأمل ووداع لعام هجري مضى وعامنا الجديد 1446 هجري
مآتم الشيعة (الرافضة والباطنية) :
أما بالنسبة لمآتم الشيعة فإنه لا نزاع في فضل الحسين ـ رضـي الله عنه ـ ومناقبه؛ فهو من علماء الصحابة،
ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخـــرة الذين عرفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء ...،
وابن بنت أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، والتي هي أفـضـل بناته،
وما وقـــع من قتله فأمر منكر شنيع محزن لكل مسلم،
وقد انتقم الله ـ عز وجل ـ مـن قـتـلـتـه فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة، فأصابتهم العاهات والفتن، وقلَّ من نجا منهم.
والذي ينبغي عنــد ذكـر مصيبة الحسين وأمثالها هو الصبر والرضى بقضاء الله وقدره،
وأنـه ـ تعالى ـ يختار لعبده ما هو خير، ثم احتساب أجرها عند الله ـ تعالى ـ.
ولكن لا يحسن أبداً ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي يُلحَظُ التصنع والتكلف في أكثره،
وقد كان أبوه عليٌّ أفضل منه وقُتل، ولم يتخذوا مـوته مأتماً، وقتل عثمان وعمـر ومات أبو بـكـر ـ رضي الله عنهم ـ،
وكلهم أفضل منه .. ومات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولم يقع في يوم موته ما هو حاصـــل فـي مقتل الحسين.
وليس اتخاذ المآتم من دين المسلمين أصلاً، بل هو أشبه بفعل أهل الجاهلية
(الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية: 25/307 ـ 314، واقتضاء الصراط المستقيـم: 2/129-131 ) .
قال ابن رجــب عن يوم عاشوراء: "وأما اتخــاذه مأتماً كما تفعله الرافضــة؛ لأجــل قتل الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ فيه ..
فـهــو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله
باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم؟"( لطائف المعارف: 113) .
والملاحظ أن مآتم الرافضة في عاشوراء لم تـرتـبــط بأصل إسلامي من قريب أو بعيد؛
إذ لا علاقة لها بنجاة موسى ، ولا بصيام النبي صلى الله عـلـيــه وسلم،
بل الواقع أنهم حولوا المناسبة إلى اتجاه آخر، وهذا من جنس تبديل دين الله ـ عز وجل ـ.