كيفية تنويع الإستثمارات داخل المحفظة الإستثمارية

إن الإنخفاض الحاد في أسعار الأسهم في السنوات الأخيرة دليل كاف ٍ على خطورة تركيز الأصول في إستثمار معين، وعلى ضرورة تنويع المحفظة المالية، لأن هذا يحميك من خسارة جميع أصولك في حال كان السوق يمر في أوقات عصيبة أو في حالة إنكماش، أو حتى عندما يكون السوق في حالة إزدهار لأن في هذه الحالة يبدو من المستحيل بيع الأسهم بسعر أقل من سعر الشراء وهذا ينطبق على المؤشرات أيضاً عندما تكون في إتجاه صعودي فعدم امتلاكها قد يكون خطأ كبير في ذلك الوقت وبسبب عدم القدرة على معرفة إتجاه السوق في أي وقت، فإن الحل الأمثل في هذه الحالة هو تنويع المحفظة المالية على الرغم من اعتباره أصعب المهام التي قد يواجهها المستثمر.

ومن أجل التنويع بشكل صحيح يجب على المستثمر معرفة كيفية التنويع ضمن فئة استثمارات محددة ومعرفة أي نوع من الاستثمارات عليه أن يشتري بكمية المال التي يجب استثمارها !
فمن الطرق التي يمكن أن تحقق التنوع والاستقرار في المحفظة الاستثمارية الخاصة بك اختيار مجموعة متنوعة من فئات الأصول بما في ذلك الأسهم والسندات والاستثمارات النقدية، خاصة إذا كنت في طريقك إلى التقاعد ليصبح لديك مزيجاً في محفظتك، وكذلك من المهم تنويع السندات بين سندات الشركات والسندات الحكومية وكذلك تنويع الأسهم من خلال عمل مزيج بمحفظتك الاستثمارية من الشركات والأسواق الناشئة لتحقيق التوازن بين الشركات الصغيرة التي تتمتع بإمكانات نمو كبيرة وشركات ذات أعمال تجارية أكبر حجماً وأكثر استقراراً، لكن عليك الأخذ بعين الإعتبار أنه عند الرغبة في التنويع يجب ان يكون تركيزك على أنواع الأصول وليس على الكمية، فإمتلاكك الكثير من الإستثمارات لا يعني أنك قمت بتنويع محفظتك المالية بل تحتاج إلى أن تمتلك أنواع مختلفة من الإستثمارات يكون الارتباط بين مخاطرها أقل ما يمكن.

https://www.trend-cast.com/blog/wp-c...-1-768x512.jpg

وتعتبر عملية الاستثمار في الصناديق المشتركة أو صناديق الاستثمار المتداولة وسيلة ذكية يمكن تجربتها فهي تمكنك من بناء محفظة متنوعة مع أحد الاستثمارات أو عدد قليل منها، وقد يحتاج الأمر لعشرات أو مئات الآلاف من الدولارات لبناء محفظة متنوعة ذات أوراق مالية فردية، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الاستثمار في الصناديق المشتركة أو المتداولة، حيث يمكنك الاستثمار في هذه الصناديق بالقليل من المال، كأقل من 50 دولاراً شهرياً في بعض الحالات، ولكن عليك أن تعرف صناديقك فلا تستثمر في مجموعة من صناديق الاستثمار المشتركة المتماثلة وتعتقد أن محفظتك أصبحت متنوعة فإذا استثمرت هذه الصناديق في أصول متماثلة لا يكون هناك تنويع حقيقي ، كما أن كل صندوق مشترك دائماً ما يكون له هدف، لذلك تعتبر قراءة النشرة التمهيدية الخاصة بالصناديق أمراً جيداً لمعرفة كل شيء يخص صناديق الاستثمار وتحديد مدى مناسبتها لمحفظتك.

كما يجب عليك تطوير مزيج المحفظة المتنوعة مع تقدمك في السن، فعادة ما يمتلك المستثمرون الصغار وقتاً لتجاوز اضطرابات السوق، التي تجعلك عرضة للاستثمارات ذات المخاطر العالية كالأسهم و المشتقات المالية وعقود المستقبل ، لكن حين يتجه الفرد نحو التقاعد فإنه يفضل الاستثمارات المحافظة ذات المخاطر القليلة كالسندات والسلع الثمينة وأسهم الشركات العريقة. ويفضل التحدث مع خبير لكي يساعدك في فهم أهدافك وحساب المخاطر، و تقديم المزيد من التوجيهات.

والجدير بالذكر أن التنويع يقلل المخاطر و يحميك من خسائر قد تكون مدمرة إلا أنه يسبب كذلك انخفاض العوائد . وذلك لأن المخاطر والعوائد مرتبطان بعلاقة طردية في الأسواق المالية، لذا فإن أي شيء يقلل من الخطر المحدق بك سوف يقلل أيضاً من عائداتك، لكن أخذ نسبة محسوبة ومقبولة من المخاطر هو الحل المثالي في هذه الحالة خاصة إذا كان لديك مدخول صغير من المال.