ولدالقصيم
23-08-2025, 02:14 PM
https://masrysat.com/vb/attachments/44274/
على عَتَبَاتِ الْمَدَارسِ الجمعة 28 صفر 1447هـ الحمدُ للهِ اتَّصفَ بالعلمِ والحِلمِ، أَنَارَ العُقُولَ بِالآياتِ، وَنَفَعَ البَشَرَ بِعُلُومٍ نَافِعاتٍ.
سبحَاَنكَ الَّلهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ عَلَّمتَ بالقَلَمِ القُرُونَ الأُولى
أخرجتَ هذا العقلَ من ظُلُمَاتِهِ وَهدَيتَهُ النُّورَ الْمُبينَ سبِيلاً
أَشْهدُ ألاَّ إله إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، رفعَ أهلَ العِلمِ فَكَانُوا قِمَمًا، وَأَشهدُ أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبدُ الله وَرَسُولُهُ،
بُعِثَ بالعلمِ والأَخلاقِ للنَّاسِ عَرَبًا وعَجمًا، صلَّى الله وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِه بذَلوا لدِّينِهِ مُهجًا وهِممًا،
والتَّابِعينَ لَهُم بإحسَانٍ وإيمانٍ دَومَا وَأَبَدَاً. أمَّا بعدُ. عِبَادَ اللهِ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ وَطَاعتِهِ،
وَأُحذِّرُكم وَنَفْسِي مِنْ عِصَيانِهِ وَمُخَالَفَةِ أَمرِهِ.
عِبَادَ اللهِ: احمَدُوا اللهَ على نِعَمِهِ العَظِيمَةِ، فَهَا نَحْنُ نَعُودُ لِلدِّرَاسَةِ والعَمَلِ, والحَيَاةِ والأَمَلِ,
وَنَحْنُ بِحَمْدِ اللهِ نَنْعَمُ في بِلادِنَا فِي أَمْنٍ وَأمَانٍ، وَصِحَّةٍ في أَجْسَامِنَا، وَوَفْرَةٍ في أَرْزَاقِنَا، وَسَلامَةٍ لأبْنَائِنَا،
بَينَمَا فِتَنٌ مِنْ حَولِنا نَسْألُ اللهَ العَافِيةَ لَنَا وَلَهُمْ. فَلِلِّهِ الحَمْدُ والفَضْلُ حَقَّاً كَمَا قَالَ رَبُّنَا:
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ). وَاللهُ تَعَالى يَقُولُ: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ).
عِبَادَ اللهِ: أوَّلُ مُعلِّمٍ في هذهِ الأُمَّةِ هو مُحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ,
وَأوَّلُ مَدرَسَةٍ في الإِسلامِ في دَارِ الأَرقَمِ بنِ أَبِي الأَرْقَمِ أسفَلَ جَبَلِ الصَّفا
وَمِنْها صَاغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ صَحَابَتَهُ الكرامَ وربَّاهم على التَّقوى والإيمانِ.
بعدَ غدٍ بإذنِ اللهِ تَنْطَلِقُ مَسِيرَةُ العِلمِ والتَّعليمِ في أرجاءِ بِلادِنا الغالِيَةِ، وَيَبرُقُ فَجرٌ بَهيجٌ بإذِنِ اللهِ،
فَنَسأَلُ الْمولى أن يجعلَهُ عاماً دِراسِيًّا مُباركًا، مَلِيئًا بالعلمِ والعَمَلِ، والهدى والتُّقى، وَالأمْنِ والإيمَانِ.
وَأَنفعُ الوَصَايَا وأَجْمَعُها أَنِ استقبِلُوا دِراسَتَكُمْ بِفَأْلٍ حَسَنٍ، ونَظْرَةٍ مُشرقَةٍ
فقد كَانَ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ في شَأنِهِ كُلِّهِ، ويَستَعِيذُ باللهِ من العجزِ والكَسَلِ.
فَرِسالَتُنا الأُولى: لأُمَنَاءِ التَّربيةِ والتَّعلِيمِ، يا مَنْ تَشَرَّفتُم بِأَعظَمِ مَهمَّةِ وَأَشْرَفِ رِسَالَةٍ!
أَنْتُمْ أَيًّهَا الْمُعَلِّمُونَ الأَفَاضِلُ هَا هُم أَبنَاؤنا مُقبلونَ عليكم ينتَظِرُونَ مِنْكُم عُلوماً نافعةً،
فَخُذُوا بِمَجَامِعِ قُلُوبِهم، ودُلُّوهَا على مَحَبَّةِ اللهِ ومَرْضَاتِهِ، واغْرِسُوا فيها الإيمَانَ والإحْسَانَ وَالْعَمَلَ الْصَّالِحَ،
وَأبْشِرُوا بِقَولِ اللهِ تَعَالى:(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا).
أَيًّهَا الْمُعَلِّمُونَ الأَفَاضِلُ: كُلٌّ مِنْكُم سَاعٍ إلى مَصْدَرِ رِزْقِهِ وعمَلِهِ،
فَاخرُجُوا بِنِيَّةٍ صالِحةٍ تَعودُ عليكُمْ بِالأَجْرِ والثَّواب. فَمَا كانَ للهِ دامَ، ومَا كانَ لِغيرِهِ ذَهَبَ وانقطعَ.
ثُمَّ اعلموا أنَّ رسالةَ التَّعليم اتِّسَاءٌ واقْتِدَاءٌ، بِأَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ، فَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
حَلِيمًا رَحِيمًا, رَفِيقًا شَفِيقًا، فَيَيسِّروا ولا تُعسِّروا، وَبَشِّروا ولا تُنَفِّروا،
ولْتَكُنْ طلْقَ الوَجْهِ دائمَ البِشْرِ، فَرَسُولُنا ما لَقِيَ أحَداً إلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ.
أيُّها الْمُعَلِّمُونَ الأَفَاضِلُ: أبناؤنا أمانةٌ في أَعْنَاقِكُمْ، فَاقْدُرُوا لِلكَلِمَةِ قَدْرَها،
وزِنُوا لِلحرَكَةِ وزنَها فَطُلابُنَا يَعقِلُون بِأَعيُنِهم أكثرَ من آذانِهم،
فَلِمَ تَقُولُونا مَا لا تَفْعَلُونَ! مَنَاهِجُنا سَتَظَلُّ حِبْرًا على وَرَقٍ ما لم نُتَرْجِمْها بِسُلُوكِنَا،
فَيَنْشَأُ الطَّالبُ على الصَّدقِ إذا لَمْ تَقَعَ عينُهُ مِنَّا على غِشٍّ أو تَسمَعَ أُذُنُهُ مِنَّا كَذِبًا،
يَتَعَلَّمُ الطَّالِبُ مِنَّا الرَّحْمَةَ إذا لَم يُعاملْ بِغلظَةٍ وقَسْوَةٍ.
قَالَ ابنُ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللهُ: نَحنُ إلى قَلِيلٍ مِن الأَدَبِ أَحوَجُ مِنَّا إلى كَثيرٍ مِن العِلْمِ.
أيُّها الأَفَاضِلُ: سَيَتَوَافَدُ عليكم طلابٌ مُتَبايِنُونَ! فَعَامِلُوا كلاًّ بِحَسْبِهِ،
واصْبِروا أَعَانَكُمُ اللهُ عليهم. فَالْمُعَلِّمُ النَّاجحُ مَنْ يَتَوَاضَعُ لِطُلاَّبِهِ، مُتَمَثِّلاً قولَ النَّبِيِّ الأعظَمِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
(إنَّ اللهَ أَوْحَى إليَّ أَنْ تَوَاضَعُوا). الْمُعَلِّمُ النَّاجِحُ مَنْ يَكْشِفُ الْمَواهِبَ ويقَوِّيَ العَزَائِمَ!
وَيَشْحَذُ الْهِمَمَ, حَسَنُ الأَلفَاظِ، إيْجَابِيٌّ في طَرْحِهِ، مُتجدِّدٌ في أُسْلُوبِ عَرْضِهِ. يَصِلُ إلى قُلوبِ طُلاَّبِهِ،
طَيِّبُ الذِّكْرِ نَقِيُّ الفِكْرِ حَسَنُ القُدوَةِ. كفاكَ شَرفًا أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الْعَظِيمُ أنَّكَ تَقِفُ مَقَامِ الرَّسُولِ الأَعْظَمِ فَقَدْ بَعَثَهُ اللهُ للنَّاسِ:
(يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ). بَعَثَهُ اللهُ لِيُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ ومَكارِمَهَا،
فَهَنِيئاً لَكَ:(فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْر).
جَعَلَنا اللهُ جَمِيعَاً مَفَاتِيحَ خَيرٍ مَغَالِيقَ شَرٍّ. أقول قولي هذا، وأستغفِر اللهَ لي ولكم، فاستغفروه إنِّه هو الغفورُ الرَّحيمُ.
على عَتَبَاتِ الْمَدَارسِ الجمعة 28 صفر 1447هـ الحمدُ للهِ اتَّصفَ بالعلمِ والحِلمِ، أَنَارَ العُقُولَ بِالآياتِ، وَنَفَعَ البَشَرَ بِعُلُومٍ نَافِعاتٍ.
سبحَاَنكَ الَّلهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ عَلَّمتَ بالقَلَمِ القُرُونَ الأُولى
أخرجتَ هذا العقلَ من ظُلُمَاتِهِ وَهدَيتَهُ النُّورَ الْمُبينَ سبِيلاً
أَشْهدُ ألاَّ إله إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، رفعَ أهلَ العِلمِ فَكَانُوا قِمَمًا، وَأَشهدُ أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبدُ الله وَرَسُولُهُ،
بُعِثَ بالعلمِ والأَخلاقِ للنَّاسِ عَرَبًا وعَجمًا، صلَّى الله وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِه بذَلوا لدِّينِهِ مُهجًا وهِممًا،
والتَّابِعينَ لَهُم بإحسَانٍ وإيمانٍ دَومَا وَأَبَدَاً. أمَّا بعدُ. عِبَادَ اللهِ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ وَطَاعتِهِ،
وَأُحذِّرُكم وَنَفْسِي مِنْ عِصَيانِهِ وَمُخَالَفَةِ أَمرِهِ.
عِبَادَ اللهِ: احمَدُوا اللهَ على نِعَمِهِ العَظِيمَةِ، فَهَا نَحْنُ نَعُودُ لِلدِّرَاسَةِ والعَمَلِ, والحَيَاةِ والأَمَلِ,
وَنَحْنُ بِحَمْدِ اللهِ نَنْعَمُ في بِلادِنَا فِي أَمْنٍ وَأمَانٍ، وَصِحَّةٍ في أَجْسَامِنَا، وَوَفْرَةٍ في أَرْزَاقِنَا، وَسَلامَةٍ لأبْنَائِنَا،
بَينَمَا فِتَنٌ مِنْ حَولِنا نَسْألُ اللهَ العَافِيةَ لَنَا وَلَهُمْ. فَلِلِّهِ الحَمْدُ والفَضْلُ حَقَّاً كَمَا قَالَ رَبُّنَا:
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ). وَاللهُ تَعَالى يَقُولُ: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ).
عِبَادَ اللهِ: أوَّلُ مُعلِّمٍ في هذهِ الأُمَّةِ هو مُحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ,
وَأوَّلُ مَدرَسَةٍ في الإِسلامِ في دَارِ الأَرقَمِ بنِ أَبِي الأَرْقَمِ أسفَلَ جَبَلِ الصَّفا
وَمِنْها صَاغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ صَحَابَتَهُ الكرامَ وربَّاهم على التَّقوى والإيمانِ.
بعدَ غدٍ بإذنِ اللهِ تَنْطَلِقُ مَسِيرَةُ العِلمِ والتَّعليمِ في أرجاءِ بِلادِنا الغالِيَةِ، وَيَبرُقُ فَجرٌ بَهيجٌ بإذِنِ اللهِ،
فَنَسأَلُ الْمولى أن يجعلَهُ عاماً دِراسِيًّا مُباركًا، مَلِيئًا بالعلمِ والعَمَلِ، والهدى والتُّقى، وَالأمْنِ والإيمَانِ.
وَأَنفعُ الوَصَايَا وأَجْمَعُها أَنِ استقبِلُوا دِراسَتَكُمْ بِفَأْلٍ حَسَنٍ، ونَظْرَةٍ مُشرقَةٍ
فقد كَانَ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ في شَأنِهِ كُلِّهِ، ويَستَعِيذُ باللهِ من العجزِ والكَسَلِ.
فَرِسالَتُنا الأُولى: لأُمَنَاءِ التَّربيةِ والتَّعلِيمِ، يا مَنْ تَشَرَّفتُم بِأَعظَمِ مَهمَّةِ وَأَشْرَفِ رِسَالَةٍ!
أَنْتُمْ أَيًّهَا الْمُعَلِّمُونَ الأَفَاضِلُ هَا هُم أَبنَاؤنا مُقبلونَ عليكم ينتَظِرُونَ مِنْكُم عُلوماً نافعةً،
فَخُذُوا بِمَجَامِعِ قُلُوبِهم، ودُلُّوهَا على مَحَبَّةِ اللهِ ومَرْضَاتِهِ، واغْرِسُوا فيها الإيمَانَ والإحْسَانَ وَالْعَمَلَ الْصَّالِحَ،
وَأبْشِرُوا بِقَولِ اللهِ تَعَالى:(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا).
أَيًّهَا الْمُعَلِّمُونَ الأَفَاضِلُ: كُلٌّ مِنْكُم سَاعٍ إلى مَصْدَرِ رِزْقِهِ وعمَلِهِ،
فَاخرُجُوا بِنِيَّةٍ صالِحةٍ تَعودُ عليكُمْ بِالأَجْرِ والثَّواب. فَمَا كانَ للهِ دامَ، ومَا كانَ لِغيرِهِ ذَهَبَ وانقطعَ.
ثُمَّ اعلموا أنَّ رسالةَ التَّعليم اتِّسَاءٌ واقْتِدَاءٌ، بِأَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ، فَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
حَلِيمًا رَحِيمًا, رَفِيقًا شَفِيقًا، فَيَيسِّروا ولا تُعسِّروا، وَبَشِّروا ولا تُنَفِّروا،
ولْتَكُنْ طلْقَ الوَجْهِ دائمَ البِشْرِ، فَرَسُولُنا ما لَقِيَ أحَداً إلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ.
أيُّها الْمُعَلِّمُونَ الأَفَاضِلُ: أبناؤنا أمانةٌ في أَعْنَاقِكُمْ، فَاقْدُرُوا لِلكَلِمَةِ قَدْرَها،
وزِنُوا لِلحرَكَةِ وزنَها فَطُلابُنَا يَعقِلُون بِأَعيُنِهم أكثرَ من آذانِهم،
فَلِمَ تَقُولُونا مَا لا تَفْعَلُونَ! مَنَاهِجُنا سَتَظَلُّ حِبْرًا على وَرَقٍ ما لم نُتَرْجِمْها بِسُلُوكِنَا،
فَيَنْشَأُ الطَّالبُ على الصَّدقِ إذا لَمْ تَقَعَ عينُهُ مِنَّا على غِشٍّ أو تَسمَعَ أُذُنُهُ مِنَّا كَذِبًا،
يَتَعَلَّمُ الطَّالِبُ مِنَّا الرَّحْمَةَ إذا لَم يُعاملْ بِغلظَةٍ وقَسْوَةٍ.
قَالَ ابنُ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللهُ: نَحنُ إلى قَلِيلٍ مِن الأَدَبِ أَحوَجُ مِنَّا إلى كَثيرٍ مِن العِلْمِ.
أيُّها الأَفَاضِلُ: سَيَتَوَافَدُ عليكم طلابٌ مُتَبايِنُونَ! فَعَامِلُوا كلاًّ بِحَسْبِهِ،
واصْبِروا أَعَانَكُمُ اللهُ عليهم. فَالْمُعَلِّمُ النَّاجحُ مَنْ يَتَوَاضَعُ لِطُلاَّبِهِ، مُتَمَثِّلاً قولَ النَّبِيِّ الأعظَمِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
(إنَّ اللهَ أَوْحَى إليَّ أَنْ تَوَاضَعُوا). الْمُعَلِّمُ النَّاجِحُ مَنْ يَكْشِفُ الْمَواهِبَ ويقَوِّيَ العَزَائِمَ!
وَيَشْحَذُ الْهِمَمَ, حَسَنُ الأَلفَاظِ، إيْجَابِيٌّ في طَرْحِهِ، مُتجدِّدٌ في أُسْلُوبِ عَرْضِهِ. يَصِلُ إلى قُلوبِ طُلاَّبِهِ،
طَيِّبُ الذِّكْرِ نَقِيُّ الفِكْرِ حَسَنُ القُدوَةِ. كفاكَ شَرفًا أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الْعَظِيمُ أنَّكَ تَقِفُ مَقَامِ الرَّسُولِ الأَعْظَمِ فَقَدْ بَعَثَهُ اللهُ للنَّاسِ:
(يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ). بَعَثَهُ اللهُ لِيُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ ومَكارِمَهَا،
فَهَنِيئاً لَكَ:(فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْر).
جَعَلَنا اللهُ جَمِيعَاً مَفَاتِيحَ خَيرٍ مَغَالِيقَ شَرٍّ. أقول قولي هذا، وأستغفِر اللهَ لي ولكم، فاستغفروه إنِّه هو الغفورُ الرَّحيمُ.