المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ✧ » ◇ « ✧ » فـن التغـافـل والتغـاضـي « ✧ » ◇ « ✧



ADMIN
09-02-2018, 09:32 AM
التغافل:


هو إظهارك الغفلة عن عيب أو نقص مع علمك به وإطلاعكَ عليه تفضلاً على المتغافل عنه وترفعاً عن صغائر الأمور وتوافهها.



إن أغلب المشكلات التي تحصل بين الأفراد سواء الإخوة أو الأصدقاء والأقارب نشأت من التدقيق والتركيز في المعاملات بين البعض.


=====


من أعظم المصائب وأشد البلاء أن نعيش مع أُناس يدققون في أعمالنا ومتتبعين لكل شاردة وواردة، لماذا؟ وأين؟ وكيف؟ ومتى؟ وهل؟......

إلى غير ذلك من التساؤلات العقيمة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، فضلاً على أثرها السلبي في العلاقات فحتماً لن يكون إيجابياً أبداً وإن المُدقق والمُتتبع للسقَطات والهفوات شخصٌ محدود التفكير ضئيل الرؤية


قال جعفر الصادق رحمة الله: (عَظّموا أقداركم بالتغافل)



لذا كان هذا الخلق من أسياسيات دوام العلاقات وأحد قوانينها فلن تدوم علاقة بالمحاسبة فلا تُضخم الأمور وتضعها في غير موضعها..



قال الشاعر:

ليس الغبي بسيداً في قومهِ

لكن سيدَ قومهِ المتغابي



وقال آخر:

وأسكتُ عن أشياءٍ لو شئتُ قُلتها

وليس علينا في المقالِ أمير




=====



إن التغافل والتغاضي عما يزعجنا من الأشخاص الذين نتعامل معهم، فنٌ لا يجيده إلاّ القليل

حيث يعيش الراضون براحة بال، ويمضون في حياتهم إلى الأمام عكس الآخرين الذين لا يستطيعون تلَمُّس مواطن الجمال في الآخرين لانشغالهم بعيوبهم ونقائصهم



والبعض يغفل عن الأخطاء والهفوات ليس نقصاً أو ضعفاُ منهم، إنما ذلك إدراك للعواقب الناتجة عن هذا التدقيق،
ولأن المواقف ستتأزم بينهم وتبدأ المعارك اللفظية، وربما يحصل الخلاف الذي قد يسبب القطيعة، فكان الأولى غضّ الطرف والتجاهل.



قال أكثم بن صيفي رحمه الله: (من شددَ نَفّر، ومن تراخى تآلف، والشرف في التغافل)




=====



وأخرج الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، أن الحبيب المصطفى أمر صحابته حيث قال: (لا يُبلّغِني أحدٌ عن أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر).




إنك إن تغافلتَ عن زلة رأيتها، أو خطأ وقعت عليه، لا يعني الغباء والسذاجة والضعف.. بل هو الفطنة والعقل والحكمة



قال معاوية رضي الله عنه: (العقل مكيال: ثلثه الفطنة، وثلثاه التغافل)،


وقال الشافعي رحمه الله: (الكيّس العاقل هو الفطن المتغافل).




التغافل والتغاضي لا يكون في حقوق الله وحدوده من الواجبات والمحرمات والأوامر والنواهي الشرعية،

إنما يكون في أمور الحياة التي قد يحدث فيها العجز والكسل والنقص والتقصير والخلل



فقد ذمَّ الله سبحانه بني إسرائيل ولعنهم وعاقبهم بتركهم التناهي عن المعاصي وبها كان هلاكهم

فقال سبحانه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ* كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} (78-79) سورة المائدة.





:169::169:

فعلينا مجاهدة النفس والتحلي بهذا الخلق الرفيع الذي هو من شيم الكرام وأهل الأخلاق
فضلاً عما يجده المتغافل والمتغاضي من سعة الصدر وراحة البال ونقاء النفس والسريرة وصفاء الروح.

..

أبو فراس
09-02-2018, 12:33 PM
رائع أخت أميره

بارك الله فيك

ابو رغد
09-02-2018, 01:11 PM
بارك الله فيك اخت أميره موضوع قيم ورائع

ابو رغد
09-02-2018, 01:46 PM
لا تحبس الكلام الطيّب في قلبك
ولا تكتمه عن أحد
إمدح من يستحق
وأشكر من أسدى لك معروفًا
وقل خيرًا للجميع،
فبعضهم يستمد سعادته من كلماتك، وبعضهم يصنع منها تفاؤله.
لا تبخل، فالكلمات مصانع للسعادة والأمل والحبّ، ولكل شيء جميل..
الكلام الطيّب عبادة وهداية،
قد تغير مسار يوم أحدهم بكلمة طيبة زرعتها فى قلبه فنَمتْ وأورقت وأثمرت نجاحًا؛

رابح على طول
09-02-2018, 01:51 PM
يعطيك العافية

AbuNader
09-02-2018, 02:13 PM
أحبُ من الأخوانِ كلّ مواتيِ وكلّ غضيضُ الطّرفِ عن هفواتِ

قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: " تسعة أعشار العافية في التغافل".
وقال الإمام الزاهد الحسن البصري رحمه الله تعالى: " ما زال التغافل من فعل الكرام".

من ذا الذي ما أساء قط .. ومن الذي له الحسنى فقط ؟

تغافل في الأمور ولا تكثر تقصيها فالاستقصاء فرقة
وسامح في حقوقك بعض شيء فما استوفى كريم قط حقه

قال أكثم بن صيفي : " من تشدّد فرّق ، ومن تراخى تألف ، والسرور في التغافل".
وقيل : من شدد نفّر، ومن تراخى تألف.

وأنشدوا :
ومن لا يغمض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
أغمض عيني عن صديقي تغافلاً كأني بما يأتي من الأمر جاهل


فيا أيها الكريم، ترفّع عن زلل الإخوان وسفاسف الأمور وارق إلى معاليها، فما ساد متتبع الهفوات، قال المتنبي :

ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي

وهذا كقول بعض الحكماء: "الكرمُ مِكْيالٌ ثُلُثاه التَّغابي".
وقال جعفر رحمه الله: "عظموا أقدراكم بالتغافل".



طرح جميل تسلم الأيادي أميرة
والله يعطيك العافية لكل ماهو مفيد ورائع

فهد بن عبدالله
09-02-2018, 03:16 PM
الله يبارك فيك، وفِي الأعضاء المشاركين.

ابو رغد
09-02-2018, 05:44 PM
الله يبارك فيك، وفِي الأعضاء المشاركين.

الله يجزاك خير اخ فهد

mansur555
09-02-2018, 07:35 PM
بارك الله فيك يا أميره

فارس الصحراء
10-02-2018, 08:38 AM
مشكووووووره الله يعطيك الف عافيه اميره
مبدعه في مواضيعك

ابو طلال
10-02-2018, 06:34 PM
موضوع جميل بارك الله فيك

ADMIN
10-02-2018, 06:42 PM
اشكر الجميع على المشاركه
جزاكم الله خير

طيب القلب
10-02-2018, 10:34 PM
التغاضي فن لايتقنه الا من كان واثقا من نفسه
جزاك الله خير اميره

ADMIN
11-02-2018, 08:16 PM
التغاضي فن لايتقنه الا من كان واثقا من نفسه
جزاك الله خير اميره

وياك طيب القلب