ولدالقصيم
21-02-2024, 08:57 PM
https://1.bp.blogspot.com/-ioDvMUiv7jU/V2gpDwqRIuI/AAAAAAAAAww/Mou5m62SHj4IUnwhF5hLk83oQNYgnozqwCLcB/s1600/PIC-589-1339978865.png
أهمية اختيار الصحبة الصالحة
خلق الله تعالى الإنسان اجتماعي بفطرته، مهيأ للعيش في جماعة، يميل بطبعه إلى مخالطة الناس والتعرف عليهم،
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
ولم يزل الإنسان محتاجاً إلى جماعة من الرفاق تجمعه بهم علاقة حميمة اسمها الصداقة،
يستشعر فيها معاني الود والتفاهم والراحة النفسية، وغالباً ما تجمع الصداقة بين أناس يتفقون في مشاربهم
وأهدافهم ورؤاهم للحياة التي يعيشونها، ومن ثمَّ كان التفاعل والتأثير المتبادل واضحا وشديدا بين جماعة الأصدقاء،
فكل صديق يدل بالضرورة على صديقه، لتلازم الشبه بينهم في السمت والخُلق:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي
والمراهق في هذه السن مُحتاج إلى الانتماء ومحتاج إلى الحب والأمان، ومحتاج إلى المكانة ومحتاج إلى الترويح والترفيه،
وكل هذه الاحتياجات تؤمنها له جماعة الأصحاب، فأننا نعلم جميعاً أهمية الصاحب في تكوين اتجاهات المرء وسلوكه،
وأنكم لتسمعون مني قولتي: كلمة السر في صلاح الصالحين وفساد الفاسدين الصاحب،
فإني لا أعلم حافظاً للقرآن إلا والذي دعاه لحفظه حبُّه لأصحابه أهل القرآن ولا أعلم متفوقاً في دراسة
إلا والذي دعاه للتفوق تنافسُه مع أصحابه المتفوقين وبالمقابل لا أعلم مدخناً إلا وقد تعلم التدخين من صاحبه
ولا سمعت عن مجرم إلا وقد دله على الإجرام صديقه وأعانه عليه.
- إن مسألة الصحبة والصداقة خطيرة جدا في التربية، ومن أجل هذا كان أشرفَ لقب في الإسلام بعد لقب النبوة الصاحب،
فلو أعطيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه الدنيا وما عليها لما رضي أن يتنازل عن لقب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم-
وحق له ذلك-، وقل مثل ذلك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعهم.
- إني لأعلم أنه يُشق عليك أن تغرس في قلب ابنك أو في قلبك محبة فلان الصالح ليكون يوماً ما مثله،
والتعلق بفلان الناجح ليكون يوماً ما ناجحاً كنجاحه، ولكننا نستطيع وتستطيع أن تكثر من الاجتماع مع جماعة الصالحين
وجماعة الناجحين وجماعة المؤدبين لعل القلب يعلق والنفس تحب، وتستطيع أن تحجب
أو تُقلل الاجتماع مع جماعة الأشرار والسيئين فتمنع القلب من التعلق بأحدهم إذ كيف يعلق القلب بمن لا يعرف أصلا،
ومن هنا عقد الإمام النووي في كتابه الشهير رياض الصالحين بابا عنونه بقوله :
(باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة)،
وذكر فيه خمسة عشر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل زيارة الصالحين ومحبتهم وفائدة صحبتهم،
منها حديث أَبي موسى الأَشْعَرِيِّ رضي اللَّهُ عنه أَن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
قَالَ: "المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ".
ينفع في ربط ابن هذه المرحلة بصحبة الصالحين الأمور الآتية: 1- اختر السكن المناسب الذي تجاوره أسر تحرص على صلاح أبنائها.
2- اختر المدرسة المناسبة أخلاقياً من حيث معلموها وطلابها وإدارتها.
3- اصطحب ابنك إلى مجالس العلم والذكر وأشركه في دورات القرآن والحديث والتربية.
4- احذر ما استطعت من النوادي والمقاهي والأسواق والملاهي التي يكثر فيها البطالون.
5- زر مع ابنك أهل الصلاح والعلم والفضل والادب، فلعل قلبه يعلق بواحد من هؤلاء فيمشي على منواله.
6- أكرم أصدقاء ابنك وحثه على دعوتهم إلى منزلك في المناسبات للتعرف عليهم وتقيم علاقة طيبة معهم.
7- قد يخطئ ابنك في اختيار صديق فتابعه متابعة غير مباشرة، وقدم له التوجيه والنقاش الهادئ معه.
أيها الآباء أيها الابناء: أهم احتياجات الابن في هذه السن السادسة عشرة والسابعة عشرة والثامنة عشرة
الحاجة إلى تكوين الصداقات. فلتكن صداقةً تذهب به إلى الجنة فإن المرء عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكمْ مَنْ يُخَالِلُ.
وقال الخليفة الراشد عليّ رضي الله عنه:
وصاحب تقياً عالماً تنتفع به ... فصحبة أهل الخير ترجى وتطلب
وإياك والفساد لا تصحبنّهم ... فصحبتهم تعدي وذاك مجرب
واحذر مؤاخاة الدنيء فإنه ... يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واختر صديقك واصطفيه تفاخرا ... إن القرين إلى المقارن ينسب
أهمية اختيار الصحبة الصالحة
خلق الله تعالى الإنسان اجتماعي بفطرته، مهيأ للعيش في جماعة، يميل بطبعه إلى مخالطة الناس والتعرف عليهم،
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
ولم يزل الإنسان محتاجاً إلى جماعة من الرفاق تجمعه بهم علاقة حميمة اسمها الصداقة،
يستشعر فيها معاني الود والتفاهم والراحة النفسية، وغالباً ما تجمع الصداقة بين أناس يتفقون في مشاربهم
وأهدافهم ورؤاهم للحياة التي يعيشونها، ومن ثمَّ كان التفاعل والتأثير المتبادل واضحا وشديدا بين جماعة الأصدقاء،
فكل صديق يدل بالضرورة على صديقه، لتلازم الشبه بينهم في السمت والخُلق:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي
والمراهق في هذه السن مُحتاج إلى الانتماء ومحتاج إلى الحب والأمان، ومحتاج إلى المكانة ومحتاج إلى الترويح والترفيه،
وكل هذه الاحتياجات تؤمنها له جماعة الأصحاب، فأننا نعلم جميعاً أهمية الصاحب في تكوين اتجاهات المرء وسلوكه،
وأنكم لتسمعون مني قولتي: كلمة السر في صلاح الصالحين وفساد الفاسدين الصاحب،
فإني لا أعلم حافظاً للقرآن إلا والذي دعاه لحفظه حبُّه لأصحابه أهل القرآن ولا أعلم متفوقاً في دراسة
إلا والذي دعاه للتفوق تنافسُه مع أصحابه المتفوقين وبالمقابل لا أعلم مدخناً إلا وقد تعلم التدخين من صاحبه
ولا سمعت عن مجرم إلا وقد دله على الإجرام صديقه وأعانه عليه.
- إن مسألة الصحبة والصداقة خطيرة جدا في التربية، ومن أجل هذا كان أشرفَ لقب في الإسلام بعد لقب النبوة الصاحب،
فلو أعطيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه الدنيا وما عليها لما رضي أن يتنازل عن لقب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم-
وحق له ذلك-، وقل مثل ذلك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعهم.
- إني لأعلم أنه يُشق عليك أن تغرس في قلب ابنك أو في قلبك محبة فلان الصالح ليكون يوماً ما مثله،
والتعلق بفلان الناجح ليكون يوماً ما ناجحاً كنجاحه، ولكننا نستطيع وتستطيع أن تكثر من الاجتماع مع جماعة الصالحين
وجماعة الناجحين وجماعة المؤدبين لعل القلب يعلق والنفس تحب، وتستطيع أن تحجب
أو تُقلل الاجتماع مع جماعة الأشرار والسيئين فتمنع القلب من التعلق بأحدهم إذ كيف يعلق القلب بمن لا يعرف أصلا،
ومن هنا عقد الإمام النووي في كتابه الشهير رياض الصالحين بابا عنونه بقوله :
(باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة)،
وذكر فيه خمسة عشر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل زيارة الصالحين ومحبتهم وفائدة صحبتهم،
منها حديث أَبي موسى الأَشْعَرِيِّ رضي اللَّهُ عنه أَن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
قَالَ: "المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ".
ينفع في ربط ابن هذه المرحلة بصحبة الصالحين الأمور الآتية: 1- اختر السكن المناسب الذي تجاوره أسر تحرص على صلاح أبنائها.
2- اختر المدرسة المناسبة أخلاقياً من حيث معلموها وطلابها وإدارتها.
3- اصطحب ابنك إلى مجالس العلم والذكر وأشركه في دورات القرآن والحديث والتربية.
4- احذر ما استطعت من النوادي والمقاهي والأسواق والملاهي التي يكثر فيها البطالون.
5- زر مع ابنك أهل الصلاح والعلم والفضل والادب، فلعل قلبه يعلق بواحد من هؤلاء فيمشي على منواله.
6- أكرم أصدقاء ابنك وحثه على دعوتهم إلى منزلك في المناسبات للتعرف عليهم وتقيم علاقة طيبة معهم.
7- قد يخطئ ابنك في اختيار صديق فتابعه متابعة غير مباشرة، وقدم له التوجيه والنقاش الهادئ معه.
أيها الآباء أيها الابناء: أهم احتياجات الابن في هذه السن السادسة عشرة والسابعة عشرة والثامنة عشرة
الحاجة إلى تكوين الصداقات. فلتكن صداقةً تذهب به إلى الجنة فإن المرء عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكمْ مَنْ يُخَالِلُ.
وقال الخليفة الراشد عليّ رضي الله عنه:
وصاحب تقياً عالماً تنتفع به ... فصحبة أهل الخير ترجى وتطلب
وإياك والفساد لا تصحبنّهم ... فصحبتهم تعدي وذاك مجرب
واحذر مؤاخاة الدنيء فإنه ... يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واختر صديقك واصطفيه تفاخرا ... إن القرين إلى المقارن ينسب