المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان الأغاليط ( 5 ) : تحريفهم للإخبار عن المستقبل بصيغة الماضي في القرآن



alharbee12
18-02-2024, 08:30 AM
.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رابط سابق : بيان الأغاليط ( 4 ) تحريفهم لكيفية طلوع الشمس من مغربها !

https://www.madarib.com/vb/showthread.php?t=74675






الإخبار عن المستقبل بصيغة الماضي جاء في القرآن الكريم في عدة مواضع، وجاء بهذه الصيغة لتحقق الوقوع ، فهو واقع لا محالة .

لكن هناك من لم يفهم هذا الخطاب الفهم الصحيح، فظن أن الأمر وقع فعلًا بالنسبة لله سبحانه وتعالى وبالنسبة لنا، لكننا نحن لم نشعر به !! لذلك الله سبحانه وتعالى يتكلم عن بعض مشاهد يوم القيامة بصيغة الماضي !


وهذا غلط! ونشأ هذا الخطأ نتيجة الجهل! وممن ظن هذا الجهل بعض أدعياء المعرفة بالإعجاز العلمي!! وفي أي نظرية؟ في اعتقاد انشتاين أننا لو سرنا بسرعة أكبر من سرعة الضوء، فإننا سنرى الأحداث الماضية!!!

يقول عبد الدائم الكحيل وهو من أدعياء المعرفة بالاعجاز العلمي . عن قوله تعالى ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ ) :

فهذا يعني أن هذا الأمر قد وقع فعلًا ولكننا لم نعش هذه اللحظات بعد، وعندما يقول القرآن ( وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) فهذا يعني أن الكافر سيعيش هذه اللحظات بل هو قد عاشها، ولكنه لا يعلم ذلك!

( انتهى النقل )




وللرد على هذا الخطأ وبيان غلطه أقول :



إذا رأيت من يتكلم بهذا فقل له : يقول تعالى : ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) . قبل مئة سنة من مجيء هذه المرأة للنبي عليه الصلاة والسلام، هل الله سبحانه وتعالى رأى هذا وسمع الحوار وقال هذه الآية ؟

بناءً على كلامه فالجواب سيكون نعم . لكن إن قال : لا . فقد أبطل كلامه ورد على نفسه، لأن قبل مئة سنة هذا الحدث كان مستقبلًا ، فكذلك الآيات التي تتكلم عن بعض مشاهد يوم القيامة .

أما إن قال : نعم . اسأله وهل قبل مئة سنة من هذه المئة الماضية حدث هذا ؟ فسوف يتسلسل الأمر إلى مالا نهاية في الزمن الماضي .

أنا ضربتُ المثال بهذه الحادثة، لكن الأمر لا يقتصر على هذه الحادثة، وإنما على جميع الحوادث، وهذا يعني أن جميع هذه الحوادث وجودها أزلي كوجود الله سبحانه وتعالى، ولا يوجد تسلسل في الترتيب، فأنت الآن تقرأ هذا الموضوع ولحظتك هذه كانت في الماضي مستقبل، فأنت عشتها وإن لم تشعر بها، وقس على هذا جميع البشر وجميع المخلوقات وجميع الحوادث .

اسأله من الذي خلقهم ؟ سيقول : خلقهم الله سبحانه وتعالى . اسأله قبل أن يخلقهم وتحصل هذه الحوادث أليس هذا مستقبل ؟، سيقول : نعم . اسأله وهل الله سبحانه وتعالى قال ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّه ) قبل أن يخلق النبي عليه الصلاة والسلام وهذه المرأة ؟ وفَرَضَ الأحكام وطبقها المؤمنون قبل أن يُخلقوا ؟



وبهذا سيعرف أنه وقع في خطأ عظيم . فالله سبحانه وتعالى سمع كلام هذه المرأة في لحظة كلامها وليس قبله !


ومن أوجه الرد على هذا الغلط : أن مشركو العرب وهم أهل البيان والبلاغة والفصاحة لم يعترضوا على هذا الخطاب، مما يدل على أنهم فهموه وفهموا مقصده ، فالقرآن نزل بلسان عربي مبين !


فالله سبحانه وتعالى يخبر عن المستقبل ويخبر عنه بهذه الصيغة لكمال علمه سبحانه وتعالى، ولتحقق وقوعه وقربه ، وما أخبر عنه سيقع لا محاله كما أخبر عنه !



<





.

alharbee12
20-02-2024, 01:10 PM
.

من تخاريفهم في هذا الموضوع ولا أدري من أين أتوا بها يقولون : بالنسبة لله سبحانه وتعالى لا يوجد ماض وحاضر ومستقبل ، فكل شيء بالنسبة لله حدث وانتهى !!!

والله سبحانه وتعالى يخبر عن نفسه بقوله : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ

فما قبل ثم ليس كما بعدها حتى بالنسبة له سبحانه وتعالى ! والآيات كثيرة في هذا المعنى .


ونبينا عليه الصلاة والسلام يخبرنا عن ربنا سبحانه وتعالى بقوله : كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ

فهناك فعل سابق وفعل لاحق ، والسابق بالنسبة للاحق ماضٍ ، واللاحق بالنسبة للسابق مستقبل ، فمن أين أتى هؤلاء المخرفون بكلامهم هذا ؟ وكيف سيحرفون هذه النصوص ؟






<




.

alharbee12
21-02-2024, 02:34 PM
.

اعلم أن أدعياء المعرفة بالإعجاز العلمي غالبًا يعتقدون أن ما يقوله الغرب حق لا شك فيه، ثم يذهبون لإثبات صحة هذا الكلام للمسلمين، فيحرفون الآيات والأحاديث ، زعمًا منهم أنهم يبرهنون على صدق الوحي من خلال المسائل العلمية .

ولو تتأمل طريقتهم لظهر لك جليًا أنهم يبرهنون على صحة ما اعتقدوا صحته من كلام الغرب من خلال نصوص الوحي . فعندما اعتقدوا ذهبوا ليستدلوا ، فلم يتهموا الغرب بالقصور، وإنما اتهموا نصوص الوحي بالقصور في البيان، عن جهل منهم !

لا أقول أنهم يتعمدون ولكن هذا حالهم الذي سيظهر لك عند التأمل ! وهذه حقيقتهم التي لا يشعرون بها !


<




.

alharbee12
22-02-2024, 01:24 PM
.


واعلم أيضًا أن أدعياء المعرفة بالإعجاز العلمي يتكلمون أو يكتبون مقالاتهم دون تفكير في معاني الجمل التي تخرج منهم ، ولا يرجعون إلى كتب العلماء وإن رجعوا فوجدوا خلاف ما اعتقدوه تركوه، وإن وجدوا معنى كلمة واحدة تسعف فكرتهم تمسكوا به !

وهذا الموضوع شاهد، وكذلك بعض المواضيع السابقة من هذه السلسلة !


فانظر هنا كيف فعلوا عندما اعتقدوا صحة هذا الافتراض ، مع أنه مجرد افتراض ذهني لا تسعفه أي حقيقة أو تجربة علمية !



<

alharbee12
23-02-2024, 09:48 PM
.


عندما رأيتُ بعض الأتباع الجهال في بعض المنتديات ينشرون مثل هذا التحريف اعجابًا به كتبتُ هذه المشاركة :




.




يقول عبد الدائم الكحيل وهو من أدعياء المعرفة بالاعجاز العلمي . عن قوله تعالى ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ ) :

فهذا يعني أن هذا الأمر قد وقع فعلًا ولكننا لم نعش هذه اللحظات بعد، وعندما يقول القرآن ( وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) فهذا يعني أن الكافر سيعيش هذه اللحظات بل هو قد عاشها، ولكنه لا يعلم ذلك!

( انتهى النقل )

<

.






إلى الذين يهللون ويكبرون تصديقًا وإعجابًا بهذه التخاريف على أنها من الإعجاز ، وربما يكفرون من يعترض على هذا التخريف ! سؤال :

هذا الكافر الموجود حيًا الآن ، هل خرج من النار ؟ أم أنه في النار الآن ؟ إن كانت الأولى فمتى خرج ؟ وإن كانت الثانية كيف خرج ؟

وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ

وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ

يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ





والله إني أتعجب ممن يقرأ مثل هذه التخاريف ويصدقها وينقلها، وينسبها للدين دون تفكير و مراجعة !!





<



.