المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات تأمل مع عامنا 1445 الهجري الجديد



ولدالقصيم
20-07-2023, 11:32 PM
http://parstools.com/static/gif-animation/islamic/islamic-parstools-9109.gif

وقفات تأمل مع عامنا 1445 الهجري الجديد

كانت الهجرة في الثاني عشر من ربيع الأول – على أرجح الأقوال – ولكن الصحابة – رضي الله عنهم –
ابتدؤوا العام بالمحرَّم؛ لأنه هو بداية السنة القمرية عندهم؛ ففي السنة السادسة عشرة من الهجرة
اختار الخليفة العبقري الفذُّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – الهجرة ليؤرِّخ المسلمون بها تاريخَهم..
هذا؛ وقد طُرِحَت أمامه – رضي الله عنه – اقتراحاتٌ متعدِّدة:




منها أن يؤرِّخوا بتاريخ الفرس.
ومنها أن يؤرِّخوا بتاريخ الرومان

ومنها أن يؤرِّخوا من مولد الرسول – صلى الله عليه وسلم.
ومنها أن يؤرِّخوا من مبعثه – صلى الله عليه وسلم.
ومنها أن يؤرِّخوا من وفاته – صلى الله عليه وسلم.



ولكنه استحسن أن يؤرِّخ المسلمون من هجرته – صلى الله عليه وسلم –
لعِظَم شأن الهجرة، ووافقه الصحابة – رضي الله عنهم – وارتبط حادث الهجرة بشخصيتنا،
وفي نهاية كل عام وبدايته نذكر الهجرة.
والتأريخ من أهم أبرز معالم ومقومات الهوية الذاتية للأمم، وقد ظلت أمتنا محافظة على هذا المَعْلم الحضاري
(الاعتماد على التأريخ الهجري) حتى أواخر القرن التاسع عشر تقريبا، ومنذ عهد الخديوي إسماعيل باشا
وتحديدا عام 1882م بدأنا نبتعد شيئا فشيئا عن الاعتماد على التأريخ الهجري في تحديد مهماتنا وأوقاتنا على المستوى الشعبي والرسمي، وتجدر الإشارة إلى أن مصر كانت تعتمد قبل هذا التوقيت على التأريخ الهجري والقبطي.
إضافة إلى أن ذكرياتِنا وأمجادَنا كلَّها مسجَّلة بالتقويم الهجري، وإن كثيرًا من أحكام ديننا مرتبطٌ بالتقويم القمري،
الذي هو الأساس في التاريخ – كالصيام والحج – مما يوجب على أساطين الثقافة وأئمة الفكر في مجتمعاتنا التنبيه إلى ضرورة الاعتزاز به والمحافظة عليه؛ لأنه يدل على الأصالة، ويُعِينُ على التميز.. على حد ما نقله الإمام السخاوي عن العماد الأصبهاني من قوله:

“فليست أمةٌ أو دولة إلا ولها تاريخٌ يرجعون إليه، ويعولون عليه، ينقله خَلَفُها عن سَلَفِها، وحاضرُها عن غابرِها،
ولولا ذلك لانقطع الوصل، وجهلت الدول… وإن التاريخ بالهجرة نسخ كل تاريخ متقدِّم”.
وها نحن أولاء نودِّع عامًا هجريًّا قد مضى، ونستقبل عامًا هجريًّا جديدًا، لقد مضت سَنَةٌ من عمرِ كلِّ واحد منا، ودنَونا من آجالنا التي كتبها الله لنا، أفلا يَجدُر بنا أن نقف وقفةَ تأملٍ، نحاسب فيها أنفسنا ونراجع رصيدنا كما نفعل في كافة الأمور.. الاقتصادية والمعيشية والعلاقات الاجتماعية؟!.
إننا في بداية العام الهجري الجديد 1444 نستلهم الدروس المضيئة من حادث الهجرة المباركة.. فقد كانت الهجرة بداية لعهد جديد هو عهد البناء وعهد العطاء وعهد الإشعاع برسالة الإسلام وتجسيد حقائقه في الواقع المعيش، والهجرة اليوم هي هَجْرٌ لما يغضب الله ويهدم الأديان ويخرب الأوطان، وذلك هو ما ينبغي التذكير به والإلحاح عليه في بداية كل عام هجري.
إن من فضل الله علينا أن أمهلنا لعام آخر، وأملى لنا كي نرجع إليه، فنحن نودع اليوم عامًا، ونستقبل آخر، نودع عامًا بحسناته وسيئاته، بتقصيرنا وتفريطنا، بخيرنا وشرنا، ونستقبل عامًا ينادينا.. يا *** آدم، أنا عام جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة.
إن التاجر الناصح هو الذي يُعِدُّ دراسة شاملة في بداية صفقته، ويعد كشف حساب في نهايتها؛ ليرى أين مواطن قوته وربحه، وأين مواطن ضعفه وخسارته، هذا في أمر الدنيا.. أما في أمر الآخرة فإننا نحتاج إلى محاسبة للنفس قبل الحساب..
ولا يخفى عليك أيها القارئ الكريم أن مما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة سؤاله عن أربع،
كما روى الترمذي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه”.
وإنَّ أوَّل ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، كما روى أبوداود (https://islamstory.com/ar/artical/21831/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%AF_%D8%A7 %D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AF%D8%AB) في الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ الصَّلَاة، يَقُولُ رَبُّنَا لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي، أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّة، وَإِنْ كَانَ انْتُقِصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعْ؟ء فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّع، قال: أَتِمُّوا لِعَبْدِيِ فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ. ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالَ عَلَى ذَلِكَ”.
وتشهد الجوارح والجلود على صاحبها وهي تعلن قائلة: {أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [فصلت: 21].
فمن أراد أن ينجو من هذا الخزي والسؤال يوم القيامة، فليحاسب نفسه في الدنيا قبل حسابها في الآخرة، ذلك ما ذكرنا به الله -سبحانه وتعالى- عندما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18].
وها هو ذا الفاروق (https://islamstory.com/ar/cat/723/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9%20%D8%B9%D9%85%D8%B1%20%D 8%A8%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8) -رضي الله عنه- يفهم هذه الآية فهمًا دقيقًا ويقول لرعيته: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر).
يقول عامر بن عبد الله رضي الله عنه: (رأيت نفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتهم، فحدثونا أن أحسن الناس إيمانًا يوم القيامة أكثرهم محاسبة لنفسه).
وهذا الحسن البصري (https://islamstory.com/ar/artical/21798/%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8% D8%B9%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_% D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D9%8A): يبكي في الليل حتى يُبكي جيرانَه، فيأتي أحدهم إليه في الغداة يقول له: لقد أبكيت الليلة أهلنا. فيقول له: (إني قلتُ: يا حسن، لعلَّ الله نظر إلى بعض هنَّاتك فقال: اعمل ما شئت فلست أقبل منك شيئًا)!.
إننا عزيزي القارئ في شهر المحرم، وهو من أفضل الشهور.. فعن أبي ذر الغفاري (https://islamstory.com/ar/artical/33987/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A_%D8%A3% D8%A8%D9%88_%D8%B0%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%81% D8%A7%D8%B1%D9%8A) -رضي الله عنه- قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الليل خير؟ وأي الأشهر أفضل؟ فقال: “خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم (https://islamstory.com/ar/artical/1867/%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D8%B1%D9%85)“.
ومن فضله رغَّب النبي في صيامه، فقال: “أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم”.
– وعن قتادة: أن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر، هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة.
– ولما كانت الأشهر الحرم (https://islamstory.com/ar/cat/%20143/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1%20%D8%A7%D9%8 4%D8%AD%D8%B1%D9%85) أفضل الأشهر بعد رمضان (https://islamstory.com/ar/cat/106/cat-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86) أو مطلقًا، وكان صيامها كلها مندوبًا إليه كما دلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بعضهم ختام السنة الهلالية، وبعضهم مفتاحًا لها، فمن صام في شهر ذي الحجة (https://islamstory.com/ar/cat/%2094/%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D8%B0%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D 8%AD%D8%AC%D8%A9) -سوى الأيام المحرم صيامها منه- وصام في شهر الله المحرم فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة.. فيُرجى أن تكتب له السنة كلها طاعة، فإن من كان أول عمله طاعة، وآخره طاعة، فهو في حكم من استغرق بالطاعة ما بين العملين.
– قال بن المبارك (https://islamstory.com/ar/artical/22181/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83) : (من ختم نهاره بذكر كتب نهاره كله ذكرًا). يشير هذا القول إلى أنَّ الأعمال بالخواتيم، فإن كان البداءة والختام ذكرًا فهو أولى أن يكون حكم الذكر شاملاً للجميع، ويتعين افتتاح العام بتوبة نصوح تمحو ما سلف من الذنوب السالفة في الأيام الخالية.
كان أحمدبن عطاء الله السكندري يقول: “من كانت له بداية مُحرقة كانت له نهاية مُشرقة”.
شهر الحرام مبارك ميمـون *** والصوم فيه مضاعف مسنون
وثواب صائمه لوجـه إلهه *** في الخلد عنه مليكـه مخزون
هيا ردد معي عزيزي القارئ:
“اللهم ما عملتُ من عمل في السنة الماضية ولم ترضه، ونسيتُه أنا ولم تنسه أنت، وحلمتَ عني مع قدرتك على عقوبتي، ودعوتَني إلى التوبة بعد جرئتي عليك، اللهم أستغفرك منه فاغفر لي، اللهم وما عملتُ من عمل ترضاه ووعدتني عليه الثواب والغفران فتقبله مني ولا تقطع رجائي منك يا أرحم الراحمين”.

ولدالقصيم
20-07-2023, 11:32 PM
حكم استخدام التاريخ الميلادي (فتاوى وأقوال العلماء)



قال العلامة الفوزان - حفظه الله- في سرده لمظاهر موالاة الكفّار:
"التأريخ بتاريخهم؛ خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كـ: (التاريخ الميلادي)!
والذي هو عبارة عن ذكرى مولد المسيح عليه السلام، والذي ابتدعوه من أنفسهم وليس هو من دين المسيح عليه السلام،
فاستعمال هذا التاريخ فيه مشاركة في إحياء شعارهم وعيدهم!
ولتجنب هذا لما أراد الصحابة - رضي الله عنهم - وضع تاريخ للمسلمين في عهد الخليفة عمر - رضي الله عنه - عدلوا عن تواريخ الكفار، وأرّخوا بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛
مما يدل على وجوب مخالفة الكفار في هذا وفي غيره مما هو من خصائصهم - والله المستعان" ا.هـ
"الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد" 1/377.




ومما جاءَ في فتاوى اللجنة الدائمة:
"الواجب البقاء على التاريخ الهجري، كما درج عليه المسلمون من عهد الفاروق -رضي الله عنه - إلى اليوم، وهو شرف للأمة!" ا.هـ
36/398
**
"س: ما حكم التعامل بـ (التاريخ الميلادي)، مع الذين لا يعرفون (التاريخ الهجري)؟ كالمسلمين الأعاجم، أو الكفار من زملاء العمل؟
ج: لا يجوز للمسلمين التأريخ بالميلادي؛ لأنه تشبه بالنصارى! ومن شعائر دينهم! وعند المسلمين- والحمد لله- تاريخ يغنيهم عنه،
ويربطهم بنبيهم محمّد - صلى الله عليه وسلم -، وهو (شرف عظيم) لهم! وإذا دعت الحاجة يجمع بينهما" ا.هـ
26/399
**
"...شرف للمسلمين التزامهم بتاريخ هجرة نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، الذي أجمع عليه الصحابة - رضي الله عنهم -، وأرَّخوا به بدون احتفال، وتوارثه المسلمون من بعدهم منذ أربعة عشر قرنا إلى يومنا هذا؛ لذا فلا يجوز لمسلم التولي عن (التاريخ الهجري) والأخذ بغيره من تواريخ أمم الأرض، كـ (التاريخ الميلاديّ)! فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.."ا.هـ
26/410-411



وللعلاّمة العثيمين -رحمه الله-:
"خطرُ العدولِ عن (التاريخ الهجري):
إن المسلمين حين كثروا وانتشروا في الأرض، وحدثت لهم معاملات وأحوال غير الحال الأولى؛
احتاجوا إلى أن يجعلوا تاريخًا يمشون عليه، وكان ذلك في عهد (عمر بن الخطاب) - رضي الله عنه-.
فمنهم من قال: نبتدئ تاريخ السنة من ربيع الأول؛
لأنه الشهر الذي أُنزل فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي أول ما نزل
ولأنه الشهر الذي هاجر فيه صلى الله عليه وسلم ووصل إلى المدينة وكوَّن الدولة والأمة.
ولكن استقر الرأي على أن يكون أول السنة (شهر المحرم)؛
لأنه حين ينتهي الناس من موسم الحج وينصرفوا عنه.
والحج كما نعلم هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فيكون المسلمون
قد أنهوا هذا الركن العظيم واستراحوا بعده ولاسيما فيما سبق من الزمن، حيث كانوا يتعبون في الوصول إلى مكة
وفي الرجوع منها، فرأوا أن ابتداء السنة يكون في (الشهر المحرم)
وهذا الرأي رأي موفق وسديد!
ولا ينبغي لنا نحن معشر المسلمين أن نتحول عنه إلى تاريخ الأمة الكافرة التي تبني ميقاتها على أشهر (وهمية)!
ليس لها أصل؛ وإنما هي اصطلاحية فقط
ثم ينبغي لنا -أيضًا- ألا نعتبر السنوات الميلادية؛ لأن لدينا السنوات الهجرية التي هي رمز عزتنا وقوتنا وكرامتنا!
وإننا لنأسف أن بعض الناس اليوم -وهم قلة- ذهبوا يؤرخون بالتاريخ الميلادي،
وتنكبوا عن تاريخهم الهجري الإسلامي الذي وضعه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واتفق عليه المسلمون!
ولم نجد أحدًا من العلماء يؤرخ فيما سبق بالتاريخ الميلادي أبدًا
إنما يؤرخون بالتاريخ الهجري: تولى الخلافة سنة كذا وكذا، يعني: من الهجرة
ولد العالم الفلاني في سنة كذا وتوفي سنة كذا
حصل كذا في سنة كذا وكذا، بالتاريخ الهجري الذي وضعه الخليفة الثاني الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-....." ا.هـ
لقاء الباب المفتوح _ 26/3

ولدالقصيم
20-07-2023, 11:33 PM
ونرى من ثنايا كلام العلاّمة العثيمين -رحمه الله- أن التاريخ الهجري يبدأ من: شهر الله المحرم
أما هجرته عليه الصلاة والسلام؛ فكانت في: ربيع الأول



ولذا أورد هذه السطور لفضيلة الشيخ فركوس -حفظه الله-:
"...لا يخفى أنَّ (الأول من شهر الله المحرم) هو بداية التقويم السنوي الإسلامي من التاريخ الهجري،
كذا أرَّخه الصحابة الكرام رضي الله عنهم بالإجماع في الدولة العمرية
مخالفين في ذلك بداية التقويم السنوي للنصارى؛ حيث أرَّخوه من يوم ولادة المسيح عيسى عليه السلام
ومع ذلك لم تكن هجرة النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في شهر المحرَّم
وإنما بدأت هجرته من مكة إلى المدينة في أوائل شهر ربيع الأول من السنة الثالثة عشر لبعثته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم
ووصل إلى قُباء لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول يوم الاثنين كما صرَّح به أهل الحديث والسيرة
ومنه يتبيَّن أنَّ شهر المحرَّم لم يكن موعدَ هجرته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم
وإنما كان ابتداء العزم على الهجرة في ذلك الشهر على أقوى الأقوال
كما صرَّح بذلك الحافظ بن حجر -رحمه الله- بقوله: «وإنما أخروه من ربيع الأول؛
لأنَّ ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرَّم، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة
فكان أول هلال استهلّ بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرَّم فناسب أن يجعل مبتدأ،
وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم" ا.هـ
،،،
مقتطف من الكلمة الشّهرية: شهر الله المحرم (بدع ومحدثات)

ولدالقصيم
20-07-2023, 11:33 PM
السائل : الأول : هو أن بعض الناس يقولون : لا نستخدم التاريخ الميلادي على التاريخ الهجري من أجل الموالاة والمناصرة ولكن التاريخ الميلادي أضبط من التقويم الهجري من ناحية هم يرونها ويقولون : إن أغلب الدول تستخدم هذا التقويم فلم نشذ ونخالفهم ؟
الشيخ : اصبر يا أخي هذا السؤال الواقع أن التوقيت بالأهلة هو الأصل لكل البشر هذا هو الأصل اقرأ قول الله تعالى :
(( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ )) للناس كلهم
واقرأ قول الله تعالى :
(( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ))
فما هذه الأشهر ؟ الأشهر بالهلالية ولهذا فسرها النبي عليه الصلاة والسلام أعني الأربعة بأنها رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم هذا هو الأصل
وهذه الشهور التي بين أيدي الناس الآن شهور وهمية ما هي مبنية على أساس هي لو كانت بروجا لكان لها أساس البروج واضحة في السماء ومعروفة نجومها ومعروف أوقاتها لكن هذه وهمية ما لها أساس إطلاقا
بدليل بعضها يكون ثمانية وعشرين وبعضها واحد وثلاثين ما هي مبنية على أصل
لكن إذا ابتلينا وصار لا بد من ذكر التاريخ الميلادي فلماذا نعدل عن التاريخ الهجري العربي الشرعي إلى هذا التاريخ الوهمي الذي ليس عليه أساس ؟
بالإمكان جدا أن نؤرخ بالتاريخ العربي ثم نقول : الموافق كذا نظرا إلى أن كثيرا من البلاد الإسلامية لما استعمرها الكفار حولوا التاريخ إلى تاريخهم استعبادا واستذلالا للشعوب أفهمت
فنقول : إذا ابتلينا وصار لا بد أن نذكر التاريخ الميلادي فليكن أولا بالعربي الهجري الشرعي ثم نقول : الموافق كذا .
الجواب للعلامة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله
https://www.alathar.net/home/esound/...evi&coid=64945 (https://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=codevi&coid=64945)

ولدالقصيم
20-07-2023, 11:34 PM
هل التاريخ الميلادي صحيح؟؟

التاريخ الميلادي الذي تعتمده كثير من الدول العربية و الإسلامية هو تاريخ خاطئ وليس حقيقي ولم يولد نبي الله عيسى -عليه السلام- في ذلك التاريخ..
وفيما يأتي أبين لكم هذا :

قال الله -سبحانه وتعالى- وهو يخاطب مريم العذراء أم المسيح عيسى -عليهما السلام- : (( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ))..
جميعنا نعلم أن مريم -عليها السلام- كانت في فلسطين و ولدت عيسى -عليه السلام- في فلسطين وجميعنا نعلم أن فلسطين تشتهر بالبرد الشديد ونتفق على هذا الشيئ ...

التاريخ الميلادي والذي يظن البعض أنه يشير إلى ميلاد عيسى -عليه السلام- يبدأ في الشتاء ورب العالمين يقول لمريم العذراء -عليها السلام- هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا.. وهذا دليل من رب العالمين -لا شك به- أن مريم كانت تجلس تحت شجرة نخل و كانت هذه الشجر تحمل رطبا !! ماذا تحمل رطبا !!!
و لكن جميعنا نعلم أن الرطب تكون في فصل الصيف ورب العالمين لم يقل تمرا بل قال رطبا وهذا دليل أن شجرة النخل كانت في بداية حملها للثمار
وجميعنا نعلم أن شجر النخل يحمل الرطب في منتصف فصل الصيف ما يعادل شهر 7 او 8 ميلادي فكيف يقولون أن التاريخ الميلادي صحيح !!!
هل هنالك شجر نخل يحمل رطبا في بداية التاريخ الميلادي !! أي في فصل الشتاء ؟؟؟
وأيضا جميعنا نعلم جو فلسطين والبرد القارص في فلسطين حيث تكون الأجواء في شهر واحد -حسب التاريخ الميلادي- أي بداية السنة الميلادية باردة جدا جدا ....
في الإنجيل ذكر أنه عندما ولد عيسى -عليه السلام- كان الفلاحون ينامون في مزارعهم بين الزرع وفي الصباح يحصدون ثمارهم !!!!!!!! هل تصدق عقولنا أن الفلاحون في فلسطين في فصل الشتاء وفي البرد القارص الشديد والأمطار الغزيرة كانوا ينامون في مزارعهم وفي منتصف زرعهم !!!
هذا أيضا دليل أن التاريخ الميلادي خاطئ..

وإثبات أخر أيضا أنه لو كان التاريخ الميلادي صحيح لما إستطاعت مريم -عليها السلام- ان تجلس تحت نخلة في البرد القارص ....
وهل تعلمون أن النصارى أنفسهم علمائهم و قساوستهم و باحثوهم قالوا أيضًا أن التاريخ الميلادي خاطئ
وذلك من خلال إختلافهم الشديد فيه فكل طائفة تخالف الأخرى..

وان الذي وضع التاريخ الميلادي هو الراهب الأرمني ديونيسيوس اكسيجونوس
وكان ذلك سنة 532 أي بعد أن رفع عيسى -عليه السلام- إلى السماء بما يقارب 500 عام تم تدوين التاريخ الميلادي !!
فهل يعقل أن حدثًا يدون بعد وقوعه بـ 500 عام لا يقع به خطأ ؟..
وخاصة أن زمانهم لم يكن فيه إمكانيات تمكنهم من معرفة ذلك التاريخ كما هي في زماننا !..

وليس من الغريب على من حرفوا كلام الله ونسبوا لله ولدا وجاؤوا شيئا إدا أن يحرفوا التاريخ ويكون تاريخهم تاريخًا باطلاً ..

علي العوفي
21-07-2023, 01:04 AM
تسلم اناملك يابو عبد العزيز واعطاك الله الصحة والعافية .

نيرو
21-07-2023, 03:52 AM
بارك الله فيك

ولدالقصيم
22-07-2023, 01:58 PM
التأريخ الهجري أحداث و مناسبات ..



أخي العزيز : لاشك أن أحداث التاريخ الإسلامي كثيرة و مشوقة في نفس الوقت ، و أكاد أجزم بأن الكثير من المسلمين اليوم يجهلون تلك الأحداث ناهيك عن وقتها أو زمانها .. والعمل الذي طلبت القيام به أخي عمل جيد و مفيد وذلك لربط الجيل المسلم بالأحداث الإسلامية طوال العام بدلاً من ربطه بتفاهات لا تفيده بل قد تضره ..

و قبل أن أبدأ الموضوع أود أن أذكر نبذة مختصرة عن :

بدأ التدوين و التأريخ للأحداث بالسنة الهجرية ..
كان العمل بالتأريخ الهجري في السنة السادسة عشر و قيل السابعة عشر من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

أخرج البخاري عن سهل بن سعد قال : ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته ، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة . انظر الفتح (7/314 ) .

و أفاد السهيلي في الروض الأنف (4/255 ) أن الصحابة أخذوا التأريخ بالهجرة من قوله تعالى { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم } لأنه من المعلوم أنه ليس أول الأيام مطلقاً ، فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر و هو أول الزمن الذي عز فيه الإسلام ، و عبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ربه آمناً ، و ابتداء المسجد ، فوافق رأي الصحابة ابتداء التاريخ من ذلك اليوم .

و قد أبدى بعضهم للبدء بالتأريخ بالهجرة مناسبة فقال : كانت القضايا التي اتفقت له و يمكن أن يؤرخ بها أربعة : مولده ومبعثه و هجرته و وفاته ، فرجح عندهم جعلها من الهجرة ؛ لأن المولد والمبعث لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين السنة ، وأما وقت الوفاة فأعرضوا عنه لما توقع بذكره من الأسف عليه ، فانحصر في الهجرة ، وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم ، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة ، فكان أول هلالاً استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم ، فناسب أن يجعل مبتدأ ، و هذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم .

و ذكروا في سبب عمل عمر رضي الله عنه التاريخ أشياء ، ذكرها *** حجر رحمه الله في الفتح ( 7 / 315 ) ، منها :-

ما أخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه و من طريق الحاكم من طريق الشعبي ( أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ، فجمع عمر الناس ، فقال بعضهم : أرخ بالمبعث ، و بعضهم أرخ بالهجرة ، فقال عمر : الهجرة فرقت بين الحق والباطل ، فأرخوا بها ، و ذلك سنة سبع عشرة ، فلما اتفقوا قال بعضهم ابدءوا برمضان ، فقال عمر : بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم ، فاتفقوا عليه ) .

وروى أحمد وأبو عروبة في الأوائل و البخاري في الأدب والحاكم من طريق ميمون بن مهران قال : رفع لعمر صك محله شعبان ، فقال : أي شعبان ، الماضي أو الذي نحن فيه ، أو الآتي ؟ ضعوا للناس شيئاً يعرفون فيه حلول ديونهم ، فيقال إنهم أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم ، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده ، فكرهوا ذلك ، ومنهم من قال : أرخوا بتاريخ الروم من زمان الإسكندر ، فكرهوا ذلك ، وقال قائلون : أرخوا من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال آخرون من مبعثه عليه السلام ، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث . فاستحسن ذلك عمر والصحابة ، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها .

وروى *** أبي خيثمة من طريق *** سيرين قال : قدم رجل من اليمن فقال : رأيت باليمن شيئاً يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا و شهر كذا ، فقال عمر : هذا حسن فأرخوا ، فلما أجمع على ذلك قال قوم : أرخوا للمولد ، وقال قائل : للمبعث ، وقال قائل : من حين خرج مهاجراً ، وقال قائل من حين توفي ، فقال عمر : أرخوا من خروجه من مكة إلى المدينة ، ثم قال : بأي شهر نبدأ ؟ فقال قوم : من رجب ، وقال قائل : من رمضان ، فقال عثمان : أرخوا من المحرم فإنه شهر حرام و هو أول السنة ومنصرف الناس من الحج ، قال و كان ذلك سنة سبع عشرة و قيل سنة ست عشرة في ربيع الأول .

وروى الحاكم في المستدرك (3/14) عن سعيد بن المسيب قال : جمع عمر الناس فسألهم عن أول يوم يكتب التاريخ ، فقال علي : من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترك أرض الشرك ، ففعله عمر .

فاستفدنا من مجموع هذه الآثار أن الذي أشار بالمحرم عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم ، و أن علي رضي الله عنهم أشار بالتأريخ من الهجرة .

و حول وضع التاريخ الهجري راجع تاريخ الطبري (4/38) و البداية والنهاية (3/206) و الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي (ص 78 ) و للإمام السيوطي رحمه الله رسالة بعنوان : الشماريخ في علم التاريخ .

ولدالقصيم
22-07-2023, 01:59 PM
أحداث السنة الأولى للهجرة

بداية أود أن أنبه على شيء مهم و هو : أنني سأذكر بعض الأحداث التي حدثت في أوائل السنة الرابعة عشر من البعثة ، و بالأخص شهر المحرم و شهر صفر ، لأنهما يدخلان ضمن السنة الأولى للهجرة إذا أخذنا بظاهر الأمر إذ أنه كما سبق أن ذكرت في الحلقة التمهيدية أن الصحابة أرخوا من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، لكنهم أخروا ذلك إلى المحرم لكونه أول السنة ومنصرف الناس من الحج ، و بذلك يدخل شهر المحرم وصفر ضمن السنة الأولى ..

و شيء أخر وهو أني كنت أود أن أكتب الأحداث على شكل جدول حتى يسهل الاستفادة منه ، لكن يبدو أن النظام المستخدم في سحاب لا يمكن من خلاله نشر موضوع على شكل جداول .. لذا سأذكر الأحداث مشيراً إلى ما يعرف منها باليوم و الشهر والسنة قدر المستطاع .. ثم يقوم من أراد طباعته و الاستفادة منه بأن ينقله إلى صفحة الورد و هناك يمكنه أن ينشئ جدولاً بكل سهولة ، و يدخل البيانات فيه حسبما يريد .. و إذا ما أراد أن يحدث أولاده أو أصدقاءه عن هذه الأحداث فإنه يستطيع بعدها أن يفصل فيها و يتوسع حسبما يريد لأنه قد علم أن الحدث الفلاني وقع في تلك السنة و في ذلك الشهر و هكذا .. والبيانات التي سيدخلها في الجدول هي : ( اليوم / الشهر / السنة / الحدث / ملاحظات ) .

ففي خانة ( اليوم والشهر و السنة و الحدث ) ، يكتب ما سأذكره من تواريخ و أحداث ، أما في خانة ( الملاحظات ) فإنه يذكر أي ملاحظة يريد أن يكتبها ، كخلاف في تاريخ حدث معين أو مولد أو وفاة شخص ما مثلاً حتى يكون على بينة ، و هكذا ..

و لنبدأ بالأحداث التي جرت في السنة الأولى للهجرة .. بدأً بشهر الله المحرم ..

لا تذكر لنا كتب التاريخ والسير أي خبر بالتحديد وقع في هذا الشهر ، ولكن من خلال الأحداث التي سنذكرها نستطيع أن نستنتج أن أغلب الأحداث التي وقعت في هذا الشهر هي هجرة المؤمنين من مكة إلى المدينة سراً فراراً بدينهم .

أما الأحداث التي وقعت في شهر صفر وبالتحديد في يوم الخميس السادس والعشرين من هذا الشهر سنة أربع عشرة من المبعث ، أي بعد شهرين و نصف تقريباً من بيعة العقبة الثانية ، و ذلك أن بيعة العقبة الثانية الكبرى كانت في ذي الحجة من العام الثالث عشر للبعثة ، عقد زعماء قريش اجتماعاً خطيراً في دار الندوة ليتشاوروا في أنجح الوسائل للتخلص من الرسول صلى الله عليه وسلم . و في نفس الشهر و الأقرب أنه في نفس اليوم أذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى يثرب ..

أما الأحداث التي وقعت في شهر ربيع الأول فهي وصول النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة أربع عشرة من المبعث و هي السنة الأولى من الهجرة ، إلى يثرب و نزوله في قباء في بني عمرو بن عوف على كلثوم بن الهدم لمدة أربع عشرة ليلة ، فيها أسس مسجد قباء .

و في يوم الجمعة السادس والعشرون من نفس الشهر دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعد أن صلى الجمعة في بني سالم بن عوف .

أما بخصوص الشهور التي تلت شهر ربيع الأول و هي ربيع الثاني و جمادى الأول و جمادى الثاني رجب ، فإن أغلب أهل السير لا يذكرون أحداثاً معينة وقعت خلالها ، لكن نستطيع أن نخمن أن بعض الأحداث التي سبقت المؤاخاة و بناء المسجد قد وقعت في تلك الشهور و هي : نزول النبي صلى الله عليه وسلم في دار أبي أيوب الأنصاري و مرض بعض الصحابة مثل أبي بكر و بلال رضي الله عنهما ، و التجهز لبناء المسجد النبوي الشريف ، و إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه .

أما الأحداث التي وقعت في شهر شعبان ، فإن الروايات التاريخية لا تختلف في أن المؤاخاة وقعت في السنة الأولى للهجرة ، لكنها تختلف إن كان ذلك بعد بناء المسجد في المدينة أو خلاله بنائه ، و يحدد *** عبد البر التاريخ بأنه بعد الهجرة بخمسة أشهر ، أي أنه في شهر شعبان ، و هناك روايات تذكر أن المؤاخاة كانت في المسجد ، و هذا يفيد أن المؤاخاة وقعت بعد بناء المسجد أو أثناء بنائه ، و قد استغرق بناء المسجد اثني عشر يوماً ، كما وأن الأذان شرع في هذا الشهر أيضاً . أما بخصوص صحيفة الموادعة مع اليهود ، فإن كتب السير تذكر أنها كتبت قبل غزوة بدر و قبل إرسال السرايا الأولى ، ومن المعلوم أن سرية حمزة كانت في رمضان ( سنة 1 هـ ) أي قبل غزوة بدر بسنة وأيام ، فإن هذا يؤكد أن كتابة هذه الوثيقة على أقرب تقدير أنها في شهر شعبان أيضاً من السنة الأولى للهجرة .

أما الأحداث التي وقعت في شهر رمضان من هذه السنة ، فأولى هذا الأحداث هو إرسال سرية حمزة بن عبد المطلب و هي سرية سيف البحر .

و عن الأحداث التي وقعت في شهر شوال ، فهي مولد عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، و وفاة كلثوم بن الهدم الذي نزل عنده النبي صلى الله عليه وسلم في قباء ، و مات أيضاً في هذا الشهر أسعد بن زرارة .

و لا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في شهر ذي القعدة و ذي الحجة ، لذا نتوقف نحن إلى هنا ، والله أعلم والحمد لله رب العالمين ..

ولدالقصيم
22-07-2023, 01:59 PM
أحداث السنة الثانية
لا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في شهر محرم ..

أما الأحداث التي وقعت في شهر صفر فهي أولى غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ، و هي غزوة الأبواء ( ودّان ) . و فيه أيضاً كانت سرية عبيدة بن الحارث إلى رابغ . و فيه تزوج علي رضي الله عنه بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

و في شهر ربيع الأول وقعت غزوة بُواط من ناحية رضوى . و أيضاً وقعت في هذا الشهر غزوة سفوان ( بدر الأولى بدر الصغرى ) .

وفي شهر جمادى الأولى ولد النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه وهو أول مولود من الأنصار .

أما الأحداث التي وقعت في شهر جمادى الآخرة فهي غزوة العشيرة .

و في آخر شهر رجب وقعت سرية نخلة بقيادة عبد الله بن جحش .

وفي النصف من شهر شعبان من هذه السنة حولت القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام ، بعد أن صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً .

و في هذه السنة أيضاً فرض الصيام لكنهم اختلفوا في الشهر التي فرض فيه ، قيل أنه فرض في نفس الشهر الذي حولت فيه القبلة أي أنه في شهر شعبان .

و في شهر رمضان و بالتحديد في يوم ( 17 ) كانت غزوة بدر الكبرى . و استشهد فيها : عمير بن أبي وقاص و عبيد بن الحارث بن عبد المطلب وعاقل بن أبي البكير ، ومِهْجَع بن صالح مولى عمر ، و هو أول قتيل بين الصفين يوم بدر ، و صفوان بن بيضاء ، و سعد بن خيثمة ، و مبشر بن عبد المنذر و حارثة بن سراقة و عوذ ومعوذ أبنا عفراء و عمير بن الحمام و رافع بن المعلى و يزيد بن الحارث بن فُسحم ، فهؤلاء الذين استشهدوا في هذا الغزوة فرحمة الله عليهم . و فيها ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج عثمان بن عفان رضي الله عنه .

و في نفس الشهر وبالتحديد في يوم ( 25 ) و بالتحديد بعد عودته من بدر مباشرة ، كانت سرية قتل عصماء بنت مروان التي كانت ممن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وتعيب الإسلام وتحرض على النبي صلى الله عليه وسلم وقالت في ذلك شعراً .

و في شهر شوال من نفس السنة كانت غزوة بني سليم بالكُدر . وفي نفس الشهر كانت سرية سالم بن عمير لقتل أبي عَفَك . وفي يوم السبت للنصف من شوال من نفس السنة كانت غزوة بين قينقاع ، و في هذا الشهر حدثت مؤامرة لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل عمير بن وهب و صفوان بن أمية .

ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت بالتحديد في شهر ذي القعدة ..

أما عن الأحداث التي وقعت في شهر ذي الحجة فهي غزوة السَّوِيق وبالتحديد في يوم ( 5 ) من هذا الشهر . و في نفس الشهر توفي عثمان بن مظعون ، و هو الذي رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم التبتل وشهد بدراً مع الرسول صلى الله علية وسلم . و تذكر كتب السير أيضاً أن علياً رضي الله عنه قد بنى بفاطمة في هذا الشهر ، و قد تقدم أن علياً تزوج بفاطمة ، في صفر من هذه السنة ، وهذا يخالف ما تقدم ؛ إلا إذا حملنا التزويج على العقد والبنا على الدخول .

ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً أخرى وقعت في هذا الشهر .. وإلى هنا نأتي إلى نهاية أحداث هذه السنة ..

أحداث السنة الثالثة
في منتصف المحرم كانت غزوة قَرْقَرة الكَدَر مع بين سُليم و غطفان وبعض القبائل الأخرى .

ولا تذكر لنا كتب السير أي أحداث جرت في شهر صفر .

أما عن الأحداث في شهر ربيع الأول فهي خروج النبي صلى الله عليه وسلم لغزوة ذي أَمَر وكان ذلك لثنتي عشرة ليلة مضت من هذا الشهر .

وفي نفس الشهر تزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه بأم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم .

و في نفس الشهر كان قتل كعب الأشراف بعد أن أهدر الرسول صلى الله عليه وسلم دمه حينما أخذ يقرض الشعر متشبباً بنساء المسلمين ، وكان ذلك لأربع عشرة ليلة مضت من هذا الشهر .

ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في شهر ربيع الثاني ..

أم أحداث شهر جمادى الأولى فهي غزوة بُحَران أو الفُرُوع من بُحران .

وفي شهر جمادى الآخرة كانت سرية القَرَدَة . و فيها دخلت أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عثمان بعد أن تزوجها في شهر ربيع الأول .

ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في كل من شهر رجب و شعبان .

وفي شهر رمضان وبالتحديد ليلة النصف منه ولدت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ***ها الحسن رضي الله عنهما .

أما في شهر شوال وعلى أقرب تقدير في يوم السبت للنصف من شوال كانت غزوة أحد . وفيها استشهد كل من : حمزة بن عبد المطلب و عبد الله بن جحش و شماس بن عثمان و مصعب بن الزبير ، و فيها أيضاً قتل اليمان أبو حذيفة رضي الله عنهما ، قتله المسلمون وهم لا يعرفونه ، و استشهد فيها أيضاً سعد بن الربيع وعبد الله بن عمرو بن الجموح وعمرو بن الجموح وحنظلة بن أبي عامر وعمرو بن معاذ ومالك بن سنان وهو والد الصحابي أبو سعيد الخدري وأنس بن النضر ..

وفي نفس الشهر لست عشرة ليلة مضت منه كانت غزوة حمراء الأَسَد .

ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في بقية الشهور .. ونتوقف نحن بدورنا ..

أحداث السنة الرابعة
فمن الأحداث التي وقعت في شهر محرم و بالتحديد في هلال المحرم ، سرية أبي سلمة ، وكانت بسبب تجرؤ بعض الأعراب القاطنون حول المدينة بمهاجمة المدينة لما سمعوا بما أصاب المسلمين في أحد .

وفي نفس الشهر وبالتحديد في الخامس من المحرم ، كانت سرية عبد الله بن أُنيس ، لقتل خالد بن سفيان بن نُبيح الهذلي بنخلة أو بعُرنة من عرفات ، وذلك لأن خالداً كان يجمع الناس ليغزو بهم المدينة .

وفي شهر صفر كانت سرية الرجيع .. و فيها استشهد كل من : مرثد بن أبي مرثد ، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، وخالد بن أبي البكير .

في الشهر ذاته كانت سرية بئر معونة .. استشهد فيها سبعين من خيار الصحابة رضي الله عنهم عرفوا بالقراء .. كانوا يحتطبون بالنهار و يصلون بالليل و ينفقون ثمن حطبهم على أهل الصفة .. منهم : المنذر بن عمرو الأنصاري ، والحارث بن الصمة ، و حرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار ، وعروة بن أسماء بن الصلت ، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق ، والحكم بن كيسان .

وفيها أسر خبيب بن عدي و زيد بن الدثنة رضي الله عنهما ، أسرهما المشركون يوم الرجيع وباعوهما على أهل مكة وقتلوهما صبراً سنة خمس ، و سيأتي .

وفي شهر ربيع الأول ، كانت غزوة بني النضير .

ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في كل من شهر ربيع الثاني ..

و شهر جمادى الأولى مات عبد الله بن عثمان بن عفان وهو يومئذ *** ست سنين ، وهو *** بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية .

ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في كل من شهر جمادى الآخرة و رجب ..

أما عن الأحداث التي وقعت في شهر شعبان فهي غزوة بدر الموعد .. و فيها أيضاً ولد الحسين بن علي رضي الله عنهما ..

ملحوظة : هناك خلاف حول تحديد تاريخ معين لغزوة ذات الرقاع ، لكن الراجح والله أعلم أنها قبل غزوة الخندق وبعد غزوة بني النضير ..

منقول

ولدالقصيم
22-07-2023, 02:01 PM
أيُّها المؤمنُ,
إذا حَلَّ عامٌ هجريٌّ جديدٌ فإنكَ تَشعُرُ بالعزِّ والفَخَارِ بأنَّكَ تنتسبُ لهذا الدِّينِ الْحنيفِ, والتأريخِ الْمَجِيدِ,
الذي يربطُ بَينَ الأَنْبِيَاءِ جَمِيعَاً بِحَاضِرِهم ومُستقبلِ دِينِهم ودَعوتِهم.
وفي مَطلَعِ عَامٍ هِجريٍّ جَدِيدٍ فَإنَّا نَزْدَادُ تَعْظِيماً لِمَا عَظَّمَهُ اللهُ سبحانَهُ وحرَّمهُ!
فقد أضافَ الرَّبُّ جلَّ وعلا الشَّهرَ الْمُحرَّم إلى نَفْسِهِ تَشريفًا وَتَكْريمًا،
فهو أوَّلُ الأشهرِ الحُرُمِ التي قَالَ عنها:
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ).
وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ: (السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ).
قَالَ ***ُ عباسٍ رضي الله عنهما اختصَّ اللهُ الأَشهُرَ فَجَعَلهُنَّ حَرَامَاً وَعَظَّم حُرمَاتِهِنَّ،
وَجَعَلَ الذَّنبَ فيهنَّ أَعْظَمَ وَالعَمَلَ الصَّالِحَ وَالأَجرَ أَعْظَمَ.
ولَمَّا ذكَّرَ اللهُ بعِظَم هذهِ الشُّهور عقَّبَها بتَحرِيمِ الظُّلمِ فيها،
ذلِكَ أنَّ الظُّلمَ سببُ كلِّ شرٍّ, فَمَتى فشا في أمَّةٍ آذنَ اللهُ بِأُفُولِها,
وفي الحديثِ القُدسي: (يا عبادي, إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نَفسِي, وجعلتُـهُ بينَكم مُحرمًا, فلا تَظَالَمُوا).
وَأَعْظَمُ الظُّلمِ باللهِ الإشراكُ باللهِ سُبحَانَهُ! فَهَذَا لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ, وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ!
وَظُلمٌ آخَرُ لا يترُكُهُ اللهُ تَعَالَى, وَهُو ظُلمُ الغَيرِ, فلا بدَّ من أخذِ الحقِّ لِلمَظلُومِ, وَلَو بَعْدَ حَينٍ!
أمَّا ثَالثُ أنواع ِالظُّلمِ: فهو ظُلمِ العبدِ نَفسَهُ بالْمعَاصي: فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ . فالبَصَرُ نِعمَةٌ, سَخَّرها بعضُنا في نَظَرِ الحرامِ,
والسَّمع نِعمَةٌ صَرفها البَعضُ في سَمَاعِ الحرامِ، والنُّطقُ والِّلسانُ نِعمَةٌ سخَّرها البعضُ في قَالَةِ السُّوءِ!
وكُلُّ الأعضاء نِعْمَةٌ! وَسَتَنْطِقُ شَاهِدَةً عَلَينَا وَتَقُولُ: أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .
عِبَادَ اللهِ: شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمِ يذكِّرنا بالسُّنَّةِ العُمَريَّةِ الرَّاشِدَةِ حين جَمَعَ الصَّحَابَةَ وَاسْتَشَارَهُم، فِي وَضْعِ تَأْرِيخٍ يَتَعَرَّفونَ به على أُمُورِهم،
وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُلْهَمًا, فَقَالَ: (الهِجْرَةُ فرَّقَتْ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، فَأَرِّخوا بها).
ثُمَّ اسْتَشَارَهُم فِي أَيِّ شَهْرٍ نَبدَأُ؟ فَاخْتَارُوا الْمُحرَّمَ وأَجْمَعُوا عليه؛
لأنَّه الشَّهرُ الذي بَايعَ فِيهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الأَنْصَارَ عَلى الهِجْرَةِ، فَكَانَ أَولى الشُّهورِ بالأَوَّلِيَّةِ.
وَلِأَجْلِ هَذا كَانُ رَأْيُ عمرَ سَدِيدًا، إذْ جعَلَهُ تَأْريخًا لِهَذِهِ الأُمَّة، تَضبِطُ أَحْدَاثَهَا، ويكونُ شِعارًا لها في عِبَادَاتِها
ومُعَامَلاتِها وَأَحْوالِها, فالتَّأريخ الهجريُّ مُرتَبِطٌ بالدِّينِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ
لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ). فالشَّهرُ القَمَرِيُّ يَعرِفهُ كلُّ النَّاسِ.
أمَّا الْمِيلادِيُّ فهو مُرتبطٌ بِدينَينِ بَاطِلينِ، وثنيَّةُ الرُّومانِ، التي تُمَجِّدُ الآلِهَةَ الْمَزْعُومَةَ. وَتَأَرِيخُ النَّصارى،
الذي رُبِطَ بميلادِ المسيحِ عليه السَّلامُ كذِبَاً وزوراً،
من هنا نعرفُ أنَّ تقويمَهم وَضعِيٌّ، غيرَ مَبنيٍّ على أساسٍ كونِيٍّ! بخلاف التَّقويمِ الإسلامِيِّ الْمُرتبطِ بظاهرةٍ كونِيَّةٍ واضِحَةٍ،
قَالَ تَعَالَى: (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ).
أيُّها المُسلِمونُ: ومن الْمؤسفِ أنْ يَعْدِلَ مُسلِمٌ عن التَّأريخِ الإسلاميِّ الهجريِّ إلى تأريخِ النَّصارى الْمِيلاديِّ الذي لا يَمُتُّ إلى دينِنَا بِصِلَةٍ,
فالاعتمادُ على الأشهرِ الغَرْبِيَّةِ فقط طَمسٌ للهويَّةِ الإسلاميَّةِ! ألم يقلْ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
(لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لَا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى). فيا عبادَ الله: اقدروا للأمرِ قَدْرَهُ،
ولا تَتَساهَلُوا فيه، فإنَّ العِزَّةَ بِاتِّبَاعِ سَبِيلِ المُؤمِنينَ.
وإنَّ الذُّلَّ والهَوَانَ باتِّبَاعِ الْمُشْرِكِينَ.
نَسْألُ اللهَ أنْ يُرِيَنَا الحَقَّ حَقَّاً وَيَرْزُقَنَا اتِّبَاعَهُ, وَأنْ يُرِيَنَا البَاطِلَ بَاطِلاَ وَيَرْزُقَنَا اجْتِنَابَهُ, وَأنْ يُهَيئَ لَنَا مِنْ أمْرِنَا رَشَدَاً,
وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائِرِ الْمُسلِمِينَ فَادْعُوهُ واسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

ولدالقصيم
22-07-2023, 02:03 PM
أيُّها الْمُؤمِنُونَ,
إذا حَلَّ عامٌ هجريٌّ جديدٌ فإنَّهُ يذكِّرنا باليومِ العاشِرِ, بيومِ النَّصر العظيمِ يومَ نجَّى اللهُ موسى عليهِ السَّلامُ
ومن معهُ مِن فِرْعونَ وبَطْشِهِ وظُلمهِ فقد أقرَّ اللهُ أعيُنَ المسلمينَ بهلاكِ أَعْتى الطُّغاةِ وَأَشْقَاهُم!
لذا أَخَذَ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ على نفسِهِ العهدَ على صِيامِ ذلكَ اليومِ حين وَجَدَ اليهودَ تصومُهُ
وقَالَ:(فَأَنَا أحقُّ بموسى منكم). فصامَهُ وأَمَرَ بصيامِهِ وقالَ:(لئن عِشْتُ إلى قَاِبٍلٍ إنْ شَاءَ اللهُ لأُصُومَنَّ التَّاسعَ).
وَلَمَّا سُئِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عن فَضْلِه قَالَ:(صَومُ يومِ عَاشُورَاءَ إنِّي أحتسبُ على اللهِ أنْ يكفِّرَ السَّنةَ الْمَاضِيَةَ).
فَاجْتَهِد في صِيَامِ التَّاسعِ مَعَ العَاشرِ.
وعلى هذا فَصِيامُ عَاشُورَاءَ عَلى مَرَاتِبَ أَدْنَاهَا أَنْ يُصامَ يَومُ الاثْنِينِ القَادِمِ وَحدَهُ، وَفَوقَه أَنْ يُصامَ التَّاسعُ مَعَهُ،
وأكْمَلُها أنْ يُصامَ التَّاسعُ والعَاشِرُ وَالحَادِيَ عَشَرَ. وَهُوَ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ قَولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
(أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ،).
قال الإمامُ النَّوويُّ رَحِمَهُ اللهُ: وهذا تَصرِيحٌ بأنَّهُ أَفْضَلُ الشُّهورِ لِلصَّومِ. فَاجْتَهِد فِي صِيَامِ أَيَّامِ الاثنينِ والخَمِيسِ وَأيَّامِ البِيضِ,
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.
عبادَ اللهِ: نحنُ أهلَ السُّنَّةِ والجماعةِ نَصُومُ عاشوراءَ اقتداءً بسُنَّةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ,
وَرَجَاءَ تَكْفِيرِ ذُنُوبِ سَنَةٍ كامِلَةٍ, وشكراً للهِ تعالى على نجاةِ مُوسَى عليه الصَّلاةُ والسلامُ, وإغراقِ رَأسِ الطُّغَاةِ.

أخوعمر
22-07-2023, 02:44 PM
الله يسعدك أبوعبدالعزيز وبارك الله فيك
جميل ما ذكرت وأوردت.. وتنبيه مهم للذكرى والتفكر

وحاب أضيف بعد إذنك إنه كل شخص بالنسبة لعمره سنته مختلفة
فالمولود بتاريخ ١ محرم مضت عليه سنة من عمره
أما المولود ١ رمضان فلن تمضي سنة من عمره إلا بدخول شهر رمضان ١٤٤٥

ولدالقصيم
26-07-2023, 11:31 PM
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRp71hkxj2TngWt-tp8b6T_hE0h4iGHbHNw2Q&usqp=CAU

ولدالقصيم
26-07-2023, 11:32 PM
https://www.ngmisr.com/wp-content/uploads/2017/09/%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1.png

ولدالقصيم
26-07-2023, 11:33 PM
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTh58d3YPS4NV23GDg7DX3CxLItSorNX _6B_LnHL9Mpyzj_jgvRahPiRpm35Kbgelvy6CU&usqp=CAU