المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما أحسن هذا الصوت لو كانَ في القرآن!



ولدالقصيم
25-06-2023, 01:35 PM
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQn6TZg86xyY32ed_3bXYupqkEvTKVM3 ZcgQAZHg2d9LTyoxhq7jPgLSwN406FWX6xdPw&usqp=CAU

مرَّ عبدُ الله بن مسعودرضي الله عنه ذات يومٍ بالكوفة، فإذا فتيان قد اجتمعوا يشربون الخمر،
ولهم مُغَنٍّ يُقالُ له "زاذان" يُغني، وكانَ حسن الصوت!
فقالَ عبدُ الله بن مسعود:
ما أحسن هذا الصوت لو كانَ في القرآن!
وجعلَ رداءَهُ على رأسه ومضى، فسمعَهُ "زاذان"، وقال:
من هذا؟
فقِيلَ له: عبدُ الله بن مسعود صاحب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم!
فكسرَ "زاذان" العود، وجعلَ يركضُ حتى أدركَ ابن مسعود، وتابَ، ولازمه حتى تعلَّمَ منه القُرآن،
وصارَ إماماً في العِلم، وروى الحديثَ عن جمعٍ من الصحابةِ منهم ابن مسعود وسلمان الفارسي!

ما أحسن هذا الصوت لو كانَ في القُرآن!
كلمةٌ حُلوةٌ حانيةٌ نقلتْ "زاذان" من الطربِ إلى القُرآن،
ومن العُودِ إلى كتبِ الحديث، ومن الطبلةِ والمزمارِ إلى حِلَقِ الفِقه!

لا تستهينوا بالكلمات، إنها تصنعُ بشراً آخرين، تُغيرُهم جذرياً، وتقلبُهُم رأساً على عقب!

كانَ البُخاري في أول شبابه يحضرُ مجلسَ إسحاق بن راهويه،
فقالَ إسحاق: من ينشطُ منكم لجمعِ الصحيح؟!
فوقعتْ مقولة إسحاق في قلبِ البُخاري، فشمَّرَ عن ساعديه،
وكتبَ لنا أصح كتابٍ بعد القُرآن الكريم، ليكون كل هذا في ميزانِ ابنِ راهويه بكلمةٍ قالها!

وكانَ الشافعيُّ في أول شبابه مُقبلاً على الشِّعر، فقالَ بيتاً عذباً عند كاتب مُصعب الزبيري،
فأعجبه ذلكَ من الشافعي ورأى فيه ذكاءً وفهماً، فقالَ له:
أين أنتَ من الفِقه يا شافعي؟!
فوقعَ ذلكَ في قلبِ الشافعي، فشمَّرَ عن ساعديه، وملأَ الأرضَ علماً وفقهاً،
ليكون كل هذا في ميزانِ كاتبٍ قالَ كلمةً طيبةً!

وكانَ الذهبيُّ في أولِ شبابه يدرسُ عند الإمام البرزالي،
فطلبَ من البرزالي أن يكتبَ له رسالة، فلمَّا قرأها، قالَ له:
يا شمس الدين الذهبي إن خطَّكَ يُشبهُ خطَّ المُحدِّثين!
فوقعَ ذلكَ في قلبِ الذهبي، فشمَّرَ عن ساعديه، حتى صار إمام المسلمين في الجرح والتعديل،
ثم أخرجَ لنا سير أعلام النبلاء، ليكون كل ذلك في ميزانِ البرزالي بكلمةٍ واحدةٍ قالها!

راااقت لي فنقلتها لكم

ولدالقصيم
25-06-2023, 01:39 PM
لنا وقفة مع هذه القصة، فمن خلال هذا السياق نلمس صدق ابن مسعود - رضي الله عنه - وحسن نيته،
وصحة قصده في دعوته لزاذان، مما كان سبباً في هداية الرجل وتوبته
وكما قال عبد القادر الجيلاني (ت 561 هـ) - رحمه الله - معلقاً على تلك القصة: « انظر إلى بركة الصدق والطاعة وحسن النية، كيف هدى الله زاذان بعبد الله بن مسعود لما كان صادقاً حسن السيرة،
فلا يصلح بك الفاسد حتى تكون صالحاً في ذات نفسك، خائفاً لربك إذا خلوت،
مخلصاً له إذا خالطت غير مراء للخلق في حركاتك وسكناتك،
موحداً لله - عز وجل - في ذلك كله وحين يزاد في توفيقك وتسديدك،
وتحفظ عن الهوى والإغواء من شياطين الجن والإنس والمنكرات كلها والفساق والبدع والضلالات أجمع،
فسيزال بك المنكر من غير تكليف، ومن غير أن يصير المعروف منكراً، كما هو في زماننا، ينكر أحدهم منكراً واحداً،
فيتفرع منه منكرات جمة، وفساد عظيم.. »

ابو رغد
26-06-2023, 07:30 PM
تسلم ابو عبدالعزيز ورحم الله والديك وجزاك الله خير

علي العوفي
27-06-2023, 12:29 AM
جزاك الله خير وبارك فيك ورحم الله والدينا جميعا

ابوسند
01-07-2023, 10:22 PM
جزاك الله خير وجعلها في ميزان حسناتك

ابو زياد 111
02-07-2023, 12:11 AM
رحم الله والديك