المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم من يصنع ويحضر الاحتفال بالمولد النبوي



ولدالقصيم
08-10-2022, 01:17 PM
https://1.bp.blogspot.com/-ioDvMUiv7jU/V2gpDwqRIuI/AAAAAAAAAww/Mou5m62SHj4IUnwhF5hLk83oQNYgnozqwCLcB/s1600/PIC-589-1339978865.png
حكم من يصنع ويحضر الاحتفال بالمولد النبوي


السؤال: هذه الرسالة وردتنا من مكة المكرمة ومن المرسل عبد الله إبراهيم بخاري ويقول في رسالته:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد أرجو الإجابة على بعض الأسئلة الدينية وعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وهي:
السؤال الأول: حكم المولد النبوي؟ وما حكم الذي يحضره؟ وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذه الصورة؟

الجواب للعلامة الشيخ عبدالعزيزبن باز رحمه الله:
المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به، لا مولد النبي ﷺ ولا غيره،
فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلم: أن الاحتفال بالموالد بدعة، لا شك في ذلك؛
لأن الرسول ﷺ وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، وهو المبلغ عن الله لم يحتفل بالمولد مولده ﷺ، ولا أصحابه، لا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم،
فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه ولما تركه النبي ﷺ، ولعلمه أمته وفعله بنفسه، ولفعله أصحابه خلفاؤه ، فلما تركوا ذلك علمنا يقيناً أنه ليس من الشرع،
وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة،
وقد قال عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
وقال عليه الصلاة والسلام: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد في أحاديث أخرى تدل على ذلك،
وبهذا يعلم أن هذه الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره،
وهكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كـ البدوي والحسين وغير ذلك كلها من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها.
وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر وعيد الأضحى، ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.
وليس حب النبي ﷺ يكون بالموالد وإقامتها، وإنما حبه ﷺ يقتضي اتباعه، والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها،
هذا هو الحب قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم [آل عمران:31] فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع،
ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله، وبالاستقامة على شريعة الله، بالجهاد في سبيل الله،
بالدعوة إلى سنة الرسول ﷺ وتعظيمها والذب عنها والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الرسول ﷺ، ويكون بالتأسي به في أقواله وأعماله،
والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك.
هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه.
وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيء آخر، هذا إلى الله جل وعلا، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب،
لكن قد يعذب الإنسان بمعصيته وقد يعفو الله عنه،
إما لجهله وإما لأنه قلد من فعل ذلك ظناً منه أنه مصيب، أو لأعمال صالحة قدمها صارت سبباً لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء أو المؤمنين أو الأفراط،
فالحاصل أن المعاصي والبدع من أسباب العذاب، وصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا، إذا لم تكن بدعته مكفرة،
أما إذا كانت البدعة مكفرة فيها الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار نعوذ بالله، لكن إذا كانت البدعة ليس فيها شرك أكبر،
وإنما هي فروع خلاف الشريعة، من صلوات مبتدعة أو من احتفالات مبتدعة ليس فيها شرك، فهذا تحت مشيئة الله كالمعاصي..

ولدالقصيم
08-10-2022, 01:24 PM
حكم الاحتفال بالمولد النبوي العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
سُئل الشّيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- عن حكم المولد النّبوي الشريف،
وكانت إجابته بأنّ الاحتفال به غير جائز، وإنّ حبّ النبّي -صلى الله عليه وسلّم- أمرٌ ضروريّ للمسلم حتّى يكتمل إيمانه، وبدونه لا يمكن أن يكون الإيمان كاملًا،
وأكّد على أنّ بعثة النّبي وليس ولادته خيرٌ للنّاس أجمعين، ومن واجب كلّ مسلم أن يتّبعه، ويعظّمه ويوقّره دون مبالغة ولا تجاوزًا للحدّ المسموح به شرّعًا،
وفي تحريمه للمولد قدّم الأدلّة على ذلك وهي:




إنّ المولد النبوي بتاريخه الدّقيق غير معلومٍ بالوجه المطلق، فبعض أهل العلم قالوا أنّه في التّاسع من شهر ربيع الأول،
وآخرون قالوا إنه في الثاني عشر منه، وآخرون قالوا غير ذلك، فكيف يحتفل النّاس في اليوم الثاني عشر، فهذا الأمر لا أصل له من جهة التّاريخ.
إنّ المولد النبوي لا أصل له في التشريع الإسلامي، فلا فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ولا بلّغ به أمّته،
وبذلك فلا أساس له أنّه من دين الإسلام، ولا يجوز للمسلمين أن يتعبّدوا بما ليس في دينهم،
ولو لم يكن من الدّين، في كيف يمكن للنّاس أن يضيفوا أمرًا أكمله الله -سبحانه- لعباده وهو الدّين.
إنّ الناس قد سرّبوا للاحتفال بهذا اليوم الكثير من المنكرات والمحرّمات، كالمغالاة والأغاني والمعازف والاختلاط؛ ممّا زاد في تحريمه.

وبالأصل فإنّ يوم المولد بدعة، أُحدثت بعد مضيّ قرون ثلاث من عهد النّبي -صلى الله عليه وسلّم- لذلك فكلّ بدعةٍ ضلالة.

ولدالقصيم
08-10-2022, 01:28 PM
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الألباني رحمه الله
إنّ حكم الألباني وقوله في المولد وافق حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين،
فالشّيخ الألباني يؤكّد أنّ الاحتفال بالمولد النبوي هو بدعة وهو غير جائزٍ ومحرّم في الإسلام، فالإسلام اكتمل في عهد النّبي -صلى الله عليه وسلّم-
ولم يرد فيه الاحتفال بالمولد حسب قول الشّيخ، ولو أنّ فيه خيراً لكان في الإسلام، فالله ورسوله أعلم بكلّ الخير،
وما أخذ المسلمون الخير إلّا من الله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلّم-
ويؤكّد الألباني أنّ من ابتدع بدعة يراها حسنة، فقد زعم أنّ محمّدًا -صلى الله عليه وسلّم- خان الرّسالة،
وذلك لأنّه ببدعته ينقّص من الدّين، ثم إنّ المسلمين استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير،
حيث استبدلوا المولد الذي لا أصل له بصيام كلّ يوم اثنين وهو احتفالٌ مشروع بأن يصومه المسلم شكرًا لله بأنّه أنزل الوحي فيه

ولدالقصيم
08-10-2022, 01:31 PM
اعتاد الناس الاحتفال باليوم الثاني عشر من ربيع الأول على أنه يوم مولده صلى الله عليه وسلم، وتواتر كلام العلماء على أن ذلك بدعة في الدين
*قال الشيخ تاج الدين عمر بن علي المالكي المشهور بالفاكهاني: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ولا يُنقل عمله عن أحد من علماء الأمة .
*أرخ عمر باتفاق الصحابة رضي الله عنهم بالهجرة رمز انتصار دينه عليه السلام ولم يؤرخوا بمولده ولا بوفاته؟ ثم أين يوم مولده في حياة الصحابة؟
*لم أجد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوته من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس ولا استدلال بل أجمع المسلمون أنه لم يوجد في القرون المفضلة. الشوكاني

أول من أَحدث الموالد هم الفاطميون في القرن الرابع لإفساد الدين فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوى ومولد على وفاطمة والحسن والحسين والخليفة الحاضر.
* ومقصودهم من هذه الموالد الستة استغفال العوام ليتمكنوا من نشر مذهبهم الإسماعيلي الباطني وعقائدهم الفاسدة بين الناس وإبعادهم عن دين الله.
*وعملوا المولد النبوي وموالد أهل البيت وأقاموا الموائد وأحسنوا إلى الفقراء خبثا ودسيسة على أهل الإسلام لاستمالة قلوب العوام ومن لا دراية لهم بدينهم.
* فمن جاء ينكر فما ينكر؟ ينكر إطعام الطعام أم الصدقة أم تلاوة القرآن أم مدح الرسول وإظهار حبه؟! فلما حاربوا السنة انفسح لهم المجال لنشر البدعة.
*ومن اطلع على مكرهم لم يستطع الإنكار لما ينتظره من القمع والتعذيب وشيئاً فشيئاً راجت البدعة واعتادها الناس وتعلقوا بها لما حفّها من الترغيب والترهيب.
*فالعبيديون الروافض هم مَن فتح باب الاحتفالات البدعية على مصراعيه حتى إنهم كانوا يحتفلون بأعياد المجوس والنصارى لبعدهم عن الإسلام ومحاربتهم له.

والمولد وسيلة للغلو والشرك، ووسيلة للغلو في الأنبياء والصالحين، فإنهم قد يعظمونهم بالغلو والمدائح، التي فيها الشرك بالله، الشرك الأكبر.
*لم يحتفل عليه الصلاة والسلام بمولده ولا الخلفاء من بعده ولو كان خيرا لسبقونا إليه إنما أحدثه الرافضة الفاطميون ثم تابعهم بعض المسلمين جهلا منهم.
* وينبغي أن نعلم جيدا أننا عبيد مأمورون لا مشرعون علينا أن نمتثل أمر الله وعلينا أن ننفذ شريعة الله. وليس لنا أن نبتدع في ديننا ما لم يأذن به الله.
*إن الاحتفال بالموالد عادة نصرانية فالنصارى هم من يحتفل بأعياد الميلاد وانتقلت هذه العادة إلينا لما ضعف تمسكنا بديننا وفشا فينا التشبه بأعدائنا
*وقال الشيخ محمد بن إبراهيم: ذكرى المولد شيء محدث في الدين لا أصل له في صدر هذه الأمة. وتعظيم وقت أو مكان معين وتمييزه على ما عداه باطل .

ولو كانت هذه الاحتفالات خيراً لكان السلف الصالح أحق بها منا فإنهم كانوا أشد منا محبة وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم على الخير أحرص .
* وقد لا يتجاوز أمر أصحاب هذه الموالد ما ذكره بعض أهل العلم من أن الناس إذا اعترتهم عوامل الضعف عظموا أئمتهم بالاحتفالات دون ترسم مسالكهم المستقيمة .

ولدالقصيم
08-10-2022, 01:35 PM
https://1.bp.blogspot.com/-QX9Z4qI_xqo/X5WHTuZ7bqI/AAAAAAAADnw/MSi8vBdelx091oFaX3naZRLBxCjB19ZLACLcBGAsYHQ/s1247/10.png
https://pbs.twimg.com/media/DqngLhzXcAE9x7j.jpg

ولدالقصيم
08-10-2022, 01:53 PM
وَدَاعُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَنَا جَسَدًا لا رُوحًا


الحمدُ لله جَعَلَ الْموتَ وَسِيلَةً لِلقَائِهِ, أَشْهَدُ ألَّا الهَ إلَّا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ في عَلْيَائِهِ, وَأَشهَدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ اخْتَارَهُ اللهُ على سَائِرِ أَوليائِهِ, صَلَواتُ رَبِّي وسلامُهُ عَليهِ وَعلى آلِهِ وأَصحَابِهِ. أمَّا بعدُ. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
مَعَاشِرَ الْمُؤمِنينَ: الحَدِيثُ عن رَسُولِنَا مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَأسِرُ القُلُوبَ, ويُجْرِيَ الْمَدَامِعَ! وَيُقَوِّيَ العزائمَ! فَمَولِدُه نُورٌ, وَهِجْرَتُهُ عِزٌّ لِلإسلامِ, وَفي وَفَاتِهِ اكْتِمَالٌ لِبَدْرِ الإسلامِ وَعَزَاءٌ الأَنَامِ!
أَلا تَعْلَمُونَ: أنَّ تلكَ الأَحدَاثِ كُلِّها حَدَثَتْ في مثلِ شهرِكُمْ هذا؟ وَقَرِيبًا مِنْ يَومِكُمْ هَذا؟
اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ: لقد اختارَ اللهُ مُحمَّداً لِيكونَ لِلعالَمِينَ بَشِيراً وَنَذِيراً، فَأَنزَلَ عليه:(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ). فَشَمَّرَ بِكُلِّ عَزمٍ وإتمَامٍ, ثَلاثَاً وعِشريِنَ عامَاً! لاقى فيها الْمَتَاعِبَ والْمَشَاقَّ, فَشَاءَ اللهُ تَعَالَى أنْ يَجمَعَ بَينَ يَدَيهِ الْمُسلِمينَ على صَعِيدِ عَرَفَاتَ, فَأَلْقَى عليهم نَظرَةً أَخِيرَةً بعدَ ما أَنزَلَ اللهُ قولَهُ:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا). حينَها بَكى ابنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه وَأرضَاهُ وَقَالَ:(واللهِ لَيسَ بَعدَ الكَمَالِ إلَّا النُّقصَانُ). فَقَدْ كانَ الْمُصْطَفَى يُرَدِّدُ على الحُجَّاجِ: «لِتَأْخُذُوا عنِّي مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لاَ أَدْرِى لَعَلِّى لاَ أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ, لِعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا». مَعَاشِرَ الْمُؤمنينَ: الحَدِيثُ عن وَفَاةِ نَبِيِّنا صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ عِظَاتٌ وعِبَرٌ، وَشَحْذٌ لِلعَزَائِمِ والهِمَمِ, وتَثْبِيتٌ على الطَّرِيقِ الأَقْوَمِ! ألَمْ تَعْلَمُوا: أنَّهُ بِمُجَرَّدِ نَبَأِ وفاتِهِ خَرَجَ أُنَاسٌ عن الدِّينِ! وَرَفعَ البَاطِلُ رَأسَهُ! وطَمِعَ الشَّيطانُ في القَومِ! فَنَتَعَلَّمْ قَولَ اللهِ حَقًّا:(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ). وَقَولَ نَبِيِّنَا صلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى».
لَقَدْ وَدَّعَ نَبِيُّنَا صلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الكَعبَةَ الْمُشَرَّفَةَ، وَعَادَ إلى الْمَدِينَةِ النَّبَويَّةِ، لِتَبكي الْمَدِينَةُ لا مِن الفَرَحِ، ولَكنْ حَزَنَاً لِمَا حلَّ بِهِ من مَرَضٍ وَتَعَبٍ! فَقَدْ أَخَذَهُ وَجَعٌ فِي رَأْسِه وحَرَارَةٌ اشتَدَّتْ عليهِ! فَثَقُلَ بِه الْمَرَضُ فَانْتَقَلَ إلى بيتِ عائشةَ رَضِي اللهُ عنها فَمَكَثَ عِنْدَها, وفي يَومٍ وَجَدَ نَشَاطًا فَخَرَجَ إلى النَّاسِ فصلَّى بهم وَخَطَبَهُم وَقَالَ: «عَبْدٌ خَيَّرَهُ الله بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ زَهْرَةَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ». ثمَّ اشتَدَّ الوجعُ بِرَسُولِ اللهِ, فَكَانَ كُلَّما أفاقَ قالَ: (هَلْ صَلَّى النَّاسُ؟ هَلْ صَلَّى النَّاسُ؟).وفي فجرِ الاثنينِ الثَّانيَ عَشَرَ من شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ والصَّحَابَةُ قَدْ اصطفُّوا خلفَ أبي بكرٍ يُصَلُّونَ إذْ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ السِّترَ عن غُرفتِهِ وبَرَزَ للنَّاسِ فَكَادُوا يُفتَنُونَ عن صَلاتِهِم فَتَبَسَّم فَرِحَاً وعادَ إلى مَنزلِهِ, وَفي الضُّحى جاءَتُهُ سَكَرَاتُ الْمَوتِ فَكانَ يُدخِلُ يَديهِ في الإناءِ ويُرَدِّدُ: اللهمَّ أَعنِّي على سَكَرَاتِ الْمَوتِ ويقَولُ: «لَعْنَةُ الله عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ لا يجتمعُ دِينَانِ بأرضِ العَربِ». لا إله إلا اللهُ إنَّ للموتِ لَسَكرَاتٌ، بَلِ الرَّفِيقُ الأَعْلَى، مَعَ الذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا. الصَّلاةَ الصَّلاةَ وما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم حتى جَعَلَ يُلَجْلِجُها في صَدْرِه وما يَفِيضُ بِهَا لِسَانُه. لَقَد تُوفِّيَ رسولُ الله في بَيتِ عَائِشَةَ وفي يَومِها وبينَ سَحْرِها بَعْدَ أَنْ فَرَغَ من سِّواكِهِ وَضَعَ يَدَهُ ثمَّ قَالَ: في الرَّفِيقِ الأَعْلَى ثُمَّ قَضَى رَسُولُ الله! قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبَّاً دَعَاهُ! يَا أَبتَاهُ! جَنَّةُ الفِردَوسِ مَأْوَاهُ! يَا أَبَتَاهُ, إِلَى جبْريلَ نَنْعَاهُ! وَعَائِشَةُ تَبْكِي وَتَخرُجُ وهيَ تَقُولُ: مَاتَ رَسُولُ اللهِ، مَاتَ خَيرُ خَلقِ اللهِ، فَيُقَابِلُها عُمَرُ, وَيَقُولُ: واللهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ، ولا يَمُوتُ حتى يَقطَعَ أَيديَ الْمُنَافِقِينَ وَأَرجُلَهُم.
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ أَظْلَمَتِ الْمَدِينَةُ على أهلِها, وَضَاقَتْ عليهم أَرجَاؤهَا, وَانْدَهَشَ النَّاسُ مِنْ هَولِ الخَبَرَ! حتى جاءَ أبو بكرٍ فَدَخَلَ على عائشةَ فَوَجَدَ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُسَجًّى فَكَشَفَ عن وجْهِهِ وأَكَبَّ يُقَبِّلُهُ ويَبْكِي ويقولُ: بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ, إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ رَاجِعُونَ طِبْتَ حيَّاً و ميِّتاً فَصَعَدَ الْمِنبرَ, فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عليه وقَالَ: مَنْ كَانَ يَعبُدُ مُحمَّداً فإنَّ مُحمَّداً قد مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعبُدُ اللهَ فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَمُوتُ ثُمَّ قَرَأَ:(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ الله شَيْئًا وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ). فبدأَ الناسُ يُرَدِّدُونَ الآيةَ وكأنَّهم لمْ يَقْرَؤُهَا مِنْ قَبلُ!
ورَاحُوا بِحُزنٍ لَيْسَ فِيهِمْ نَبِيهُم وَقَد وَهَنَت منهم ظُهُورٌ وَأَعضُدُ
وَهَلْ عَدَلَتْ يَوماً رَزِيَّةُ هَالِكٍ رَزِيةَ يَومٍ مَاتَ فِيهِ مُحَمَّدُ
لَقَد غَسَّلُوا رَسُولَ اللهِ وَعَليهِ ثِيَابُهُ, فَصاروا يَصُبُّونَ الْمَاءَ فَوقَ القَمِيصِ وَيَدلِكونَهُ! فاللهمَّ احشُرنا تَحتَ لِوائِهِ، وأَورِدْنَا حَوضَهُ، وأَسقِنَا بِيدِهِ شَربَةً هَنِيئَةً يَارَبَّ العَالَمينَ.

abukhalled
08-10-2022, 09:24 PM
بارك الله فيك ونفع بنقلك واهتمامك بنفع إخوانك

راعي لوله
08-10-2022, 11:49 PM
بارك الله فيك