.
من رقة الطين أم من قسوة الماءِ
هذا التناقض في إقبالك النائي
تجيء كالحلم يختال المدى شجراً
تغيب كالصحو تنمو فيّ صحرائي
وبين حاليك في عينيك بوصلتي
تاهت عن النجم واستوحشت أسمائي !
والحدس كالشجر الموجوعِ أوله
رؤيا.. وآخره منديل إيماءِ !
وبين بينين كان الوهم يطعمني
حمّى التفاصيل حتى شفّني دائي
فما وجدت على الأعراف منسأةً
وما قبست السنا من طور سيناءِ
مددت للماء كفي كي أبلغه
رسالة العطش القاسي وإعيائي
فما بلغت حدود النبع وانقطعت
دون المواويل ترنيمات أصدائي
تقول والسكر المغرور في فمها
هل غرك البحر أم أغراك مينائي ؟
تبخر الصمت ذابت بيننا لغة
شفافة الضوء فيها همس سيماءِ
ما عاد في العمر ما يكفي لقسوتهم
"تقاذفوا" القلبَ: أحبابي وأعدائي !
ع.السفياني
مواقع النشر (المفضلة)